منتديات إفادة المغربية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات إفادة المغربية

مرحبا بكم منتديات إفادة المغربية .... جميعا قلب واحد من أجل غد أفضل ..!


    الرجال قوامون على النساء

    farida
    farida
    عضو ممتاز
    عضو ممتاز


    الرجال قوامون على النساء Empty الرجال قوامون على النساء

    مُساهمة من طرف farida الثلاثاء 21 يناير 2014 - 10:57

    سواء فسرت كلمة قوامون بالإمرة والقيادة، أو بتحمل المسئولية في النفقة والرعاية، فلا تعني خفض منزلة المرأة من حيث هي امرأة عن منزلة الرجل من حيث هو رجل. فالحكم في الآية خاص بتنظيم العلاقة بين الزوجين، وليس حكماً عاماً للعلاقة بين الرجل والمرأة. وإذا قيل إن الحكم يعني الإمرة والقيادة في الأسرة فلا يعني هذا أيضاً التمييز ضد المرأة. توضيح ذلك أن القاعدة العامة في الإسلام في تنظيم العلاقات في المجتمع سواء كان مجتمعاً صغيراً كالأسرة أو الرفقة في السفر أو كان مجتمعاً كبيراً تقوم على الشورى والقيادة ولما كانت الأحكام تبنى على الغالب، ولا ينازع عاقل أن الرجل الزوج أو الأب في الغالب أكثر تأهلا للقيادة في الأسرة من المرأة الزوجة والأم، كان من المناسب أن تناط قيادة الأسرة بالرجل، الزوج الأب وربما كان هذا ما تعنيه الآية الكريمة بعبارة {بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء:34] .

    ويلاحظ الفرق في التعبير بين أن يقال بما {بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} الوارد في الآية الكريمة, وأن يقال بما فضل الله به الأزواج على الزوجات أو الآباء على الأمهات فالتعبير الوارد في الآية الكريمة يحتمل أن يكون المراد به بما فضل الله بعض الرجال على بعض النساء مما هو الغالب من الصفات المؤهلة للأمرة والقيادة في الأسرة والقدرة على تحمل المسؤولية والإنفاق، كما يحتمل التعبير أن يكون المراد به: بما تميز به كل من الجنسين عن الآخر من ميزات توجب أن تكون القوامة للرجل، بمعنى أن ما فضل الله به الرجال على النساء من صفات وما فضل الله به النساء على الرجال من صفات، جعل الرجل أكثر أهلية لقيادة الأسرة، وجعل المرأة أكثر أهلية لإدارتها «كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا» [رواه الشيخان]، ولعل الاحتمال الثاني أولى إذ يشهد له المعنى المقصود بالتعبير المماثل في الآية قبلها {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ}[النساء:32] فهنا الواضح أن معنى التعبير {وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} أي لا يتمنى الرجال ما فضل الله به النساء ولا النساء ما فضل الله به الرجال .

    فالآية الكريمة {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء:34] لا توجب كما رأينا القول بتفضيل الرجل من حيث هو رجل على المرأة من حيث هي امرأة، كما لا توجب القول بأن سبب اختصاص الرجل بتلك المسؤولية نتيجة التمييز ضد المرأة أو الإخلال بمبدأ المساواة التكاملية بينهما.

    وعلى كل فإذا فسرنا القوامة -قوامون على النساء- بالأمرة وقيادة المجتمع الصغير الأسرة، فإن الإمرة توجب طاعة المأمور للأمير، ولكن الطاعة هنا كما هي الطاعة في حالة كل إمارة مجتمع صغير أو كبير ليست طاعة مطلقة وإنما هي طاعة مقيدة بأن تكون بالمعروف، كما جاء في حديث الحكم بن عمرو الغفاري «إنما الطاعة بالمعروف» وهذا الحديث هو أصح حديث في الباب ، وكما جاء في الآية الكريمة في بيعة النساء للنبي صلى الله عليه وسلم {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة:12]، قال المفسرون: "علم الله أن نبيه صلى الله عليه وسلم لن يأمر بغير المعروف ولكن أراد أن يعلم الأمراء أن طاعتهم غير مطلقة". والأمر في هذا واضح إذ أن الطاعة المطلقة في حكم الإسلام من خصائص الإلهية. وقد وردت الأحاديث الصحيحة ترّغب المر أه في طاعة زوجها وتحذرها من معصيته وكلها مقيده كما ذكرنا بأن تكون الطاعة بالمعروف. وحكم الإسلام في الإمرة والطاعة لا يعني استبداد الأمير وخضوع المأمور سواء في المجتمع الصغير أم في المجتمع الكبير، بل إن الشورى ينبغي أن تطبق في كل مجتمع بما في ذلك مجتمع الأسرة، قال تعالى في وصف مجتمع المؤمنين: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [الشورى:38] بل إن القرآن نص على أنه حتى بعد انفصام العلاقة الزوجية يكون فطام الرضيع برضا وتشاور بين الوالدين {فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا} [البقرة:233] .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 26 أبريل 2024 - 23:06