إن بين يدي الجنة التي عرضها السماوات والأرض أعمالاً عظيمة يفوز من اجتهد فيها، وبادر في أدائها، ويُوفّى أجره يوم يُبعّثر من في القبور: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران من الآية:185].
ومن أجل هذه الأعمال التي ينال بها الإنسان المراتب العليا في الجنة مراقبة الله تعالى، والخوف من مقامه، يقول جل في علاه: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ . فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ . ذَوَاتَا أَفْنَانٍ . فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ . فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ . فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ . فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ} [الرحمن:46-52]، إلى أن قال الله جل في علاه: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن:60]، هذا جزاء من أحْسَنَتْ، هذا جزاء من عبدت الله كأنها تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراها، استشعرت ذلك؛ فعبدت الله وهي تراقبه في السِرّ والعلن، ترجو بذلك جنته، وتسعى لرضاه: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات:40-41].
من خافت مقام ربها فتركت ما نهاها عنه ولو كانت بعيدة عن الأنظار، ولو كانت قد أطفأت الأنوار، ولو كانت قد أسدلت السِتار، ولو كانت خلف ألف جدار تمنعها مراقبتها لله أن تقع فيما حَرّم، لأنها تعلم علمَ يقينٍ أن الله يراها، ومُطلِّعٌ عليها، ويعلم سِرّها ونجواها، تعلم أن الله: {يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة من الآية:7].
إنها تعلم أن كل شيءٍ تفعله مكتوب عليها، ومسطَّرٌ في كتابها: {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ} [القمر:53]، تعلم أنها إن أخفت عن الخلق ما أخفت فهي مكشوفة بين يدي الله، فهو الذي: {لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء} [آل عمران من الآية:5]، فترى أعمالها يوم القيامة لا يخفى منها شيء: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة:18]، يوم تُظهَر الخفايا، وتُعلَم الخبايا: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} [الطارق:9]، {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} [الزلزلة:6].
إن المرأة التي تخاف مقام ربّها إذا كَبَّرت للصلاة تعلم أن ربّها يراها؛ فتحسن في أداء صلاتها، وتعلم أنها تقترِب منه كلما سجدت وطرحت بين يديه جبهتها، فيزدادُ منسوب المراقبة في قلبها: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ . وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [الشعراء:218-219].
إنها تراقب ربّها لأنها تعلم أن ما تدعو إليه النفس من عصيان للرحمن إنما يُدفَع بصبرِ ساعة، ثم يكون الجزاء العظيم بإذن الله وقدرته: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [الملك:12]، وقد يكون جزاءَ من صبرَ وراقبَ ربّه في الدنيا قبل الآخرة؛ يقول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة:24]، لمَّا صبروا على الطاعات، لما صبروا فتركوا المحرَّمات، لما صبروا وأيقنوا أن الله مُطّلِعٌ عليهم ومجازيهم بالإحسان إحساناً، وهذا ما حصل لنبي الله يوسف عندما راقب ربّه، وترك دعوة امرأة العزيز إلى الفاحشة: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف:23]، فمع ما تهيأ له من أسباب المعصية، ومع ما اجتمعت عنده من دواعي الفاحشة إلا إنه {خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى}؛ فقال: {مَعَاذَ اللّهِ}!
هلّا قلتِ أخيتي: معاذ الله، عندما تتزيَّن لكِ المعصية، ويخلو الجو لارتكابها.
هلّا قلتِ: معاذ الله، عندما تشتعل نار الشهوات، ولهيب المنكرات، نعم قولي: معاذ الله، حتى تنالي من الخير ما نال يوسف عليه السلام في الدنيا قبل الآخرة: {قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف:90]؛ فالله لن يُضيِّع أجركِ إن اتقيتِه وصبرتِ عن الحرام ابتغاء مرضاته، ففي الدنيا خير وبركة، وفي الآخرة جنتان.
وكم في أُمَّتنا من الصابرات المحتسبات ممن راقبنَ ربهن، وخُفنَ مقامه، وعظَّمنَ سلطانه، فها هو "عمر الفاروق رضي الله عنه وأرضاه يخرج ذات ليلة يطوف بالمدينة -وكان يفعل ذلك كثيراً- إذ مرّ بامرأةٍ من نساء العرب مغلقاً عليها بابها، وهي تقول:
تَطَاوَلَ هَذَا اللَّيْلُ مَا تَسْرِي كَوَاكِبُهُ *** وَأَرَّقَنِي أَلا ضَجِيعٌ أُلاعِبُهُ
فَوَاللَّهِ لَوْلا اللَّهُ لا شَيْءَ غَيْرُهُ *** لَحُرِّكَ مِنْ هَذَا السَّرِيرِ جَوَانِبُهُ
وَلَكِنَّنِي أَخْشَى رَقِيبًا مُوَكَّلا *** بِأَنْفُسِنَا لا يَفْتُرُ الدَّهْرَ كَاتِبُهُ
مخافة ربِّي والحياءُ يَصدُني *** وإكرامُ بَعلِي أن تُنال مراكِبُهْ
فكتب إلى عُمَّاله بالغزو أن لا يغيب أحداً أكثر من أربعة أشهر" (تاريخ الخلفاء للسيوطي: [1/139]).
وفي الأمة الكثير من أمثال هذه المرأة، من اللواتي يعلمنَ أن الله يعلم خائنة الأعين، وأنه بكل شيءٍ عليم، فابتعدنَ عن كل رذيلة، وعانقنَّ كل فضيلة، وعمَّرنَّ باطنهنَّ بالمراقبة، وظاهرهنَّ باتباع ما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
إن من ضيعت الله فلم تُراقبه، وأمِنت مكرَ ربّها فلم تخاف مقامه؛ فهي على خطرٍ عظيم: {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف:99].
ألا تخشى تلك التي تخشى الناس ولا تخشى الله أن يفضحها الله في الدنيا قبل الآخرة، فالله يُمهِل ولا يُهمِل؟!
ألا تخشى هذه التي قد تُظهِر الصلاح والخير للناس، وهي في نفس الوقت مُصرَّةً على ذنوب الخلوات؛ ألا تخشى على نفسها أن يعاقبها الله بالانتكاسة، وترك طريق الصالحات في آخر اللحظات من هذه الحياة؟!
يقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "وإن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يَطَّلِع عليها الناس؛ إما من جهة عملٍ سيء ونحو ذلك؛ فتلك الخصلة الخفية تُوجِب سوء الخاتمة عند الموت" (جامع العلوم والحكم؛ لابن رجب الحنبلي: [1/57]).
فقد تكون المرأة صالحةً ومُصلِحة أيضاً لكنها تُهمِل مراقبة الله، فتكون خاتمتها مؤلمة، جاء في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: "حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو الصادقُ المصدوق-: «...فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينها وبينه إلا ذراع؛ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار» (رواه البخاري برقم: [6900] بلفظه، ومسلم برقم: [4781]).
جاءت رواية أخرى عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه تُفسِّر هذا الحديث، وهو قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليَعملَ عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليَعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة» (رواه البخاري برقم: [2683]، ومسلم برقم: [163])، لكن الذي لا يبدو للناس يَعلمه الذي يعلم السِرّ وأخفى.
يا من يرى مدّ البعوض جناحها *** في ظلمة الليل البهيم الأليلِ
ويرى مناطَ عروقها في نَحرِها *** والمخّ من تلك العِظام النُّحَّلِ
ويرى خَرير الدمِّ في أوداجها *** متنقلاً من مِفصلٍ في مِفصلِ
ويرى وصول غذا الجنين ببطنها *** في ظلمة الأحشا بغير تمقلِ
ويرى مكان الوطء من أقدامها *** في سيرها وحثيثها المستعجِلِ
ويرى ويسمعُ حِسّ ما هو دونها *** في قاع بحرٍ مُظلمٍ متهوِّلِ
أُمنُنْ عليَّ بتوبةٍ تمحو بها *** ما كان مني في الزمانِ الأولِ
إن الفضيحة كل الفضيحة، والعار كل العار يوم تأتي تلك المسكينة التي فرَّطت في مراقبة ربها، وجعلته أهون الناظرين إليها، يوم تأتي بأعمالٍ عظيمةٍ من صيامٍ وصلاةٍ وزكاة، وحجٍ وعمرة، وذكرٍ وتسبيح، وأمرٍ بالمعروفِ ونهيٍ عن المنكر...، كل ذلك وأكثر تأتي به فيجعله الله هباءً منثوراً!
لعلكِ أختي لم تستوعبي كيف يكون ذلك؟ كيف يجعل الله الحسنات العظيمات لا شيء؟!
تأمَّلي رعاكِ الله فيما رواه ابن ماجة رحمه الله عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لأعلمَنّ أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسناتٍ أمثال جبال تهامة بيضاً؛ فيجعلها الله عز وجل هباءً منثوراً»، قال ثوبان: يا رسول الله صِفهم لنا، جلِّهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم!، قال: «أما إنهم إخوانكم، ومن جِلدتِكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوامٌ إذا خلوا بمحارِم الله انتهكوها» (رواه ابن ماجة برقم: [4235]، وصحّحه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: [2/294]).
مع أنهم كانوا أصحاب قيام ليل لكنهم ما عظَّموا الله حق التعظيم، وما خافوه حق الخوف، فكان من أمرهم ما كان!
يكاد قلب القارئ لهذا الحديث أن يتفطّر خشية أن يكون من هذا الصنف، حين يأتي يوم القيامة وهو فرحٌ بما قدَّم من الصالحات، مطمئن بما عنده من القربات، واثقٌ بما بذل من جهود، وأعطى من هِبات!
إذا ما خلوتَ الدهر يوماً فلا تقل *** خلوتُ ولكن قل عليَّ رقيب
ولا تحسبنّ الله يغفل ساعةً *** ولا أن ما تُخفيه عنه يَغيب
لهونا لعمرو الله حتى تتابعت *** ذنوبٌ على آثارهنَّ ذنوب
فيا ليت أن الله يغفرُ ما مضى *** ويأذنُ لنا في توبةٍ فنتوب
فيا أختي إلى متى نعيش في غفلتنا؟ إلى متى نُجاهِر بمعاصينا أمام ربِّنا؟
ومن أجل هذه الأعمال التي ينال بها الإنسان المراتب العليا في الجنة مراقبة الله تعالى، والخوف من مقامه، يقول جل في علاه: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ . فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ . ذَوَاتَا أَفْنَانٍ . فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ . فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ . فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ . فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ} [الرحمن:46-52]، إلى أن قال الله جل في علاه: {هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن:60]، هذا جزاء من أحْسَنَتْ، هذا جزاء من عبدت الله كأنها تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراها، استشعرت ذلك؛ فعبدت الله وهي تراقبه في السِرّ والعلن، ترجو بذلك جنته، وتسعى لرضاه: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى . فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات:40-41].
من خافت مقام ربها فتركت ما نهاها عنه ولو كانت بعيدة عن الأنظار، ولو كانت قد أطفأت الأنوار، ولو كانت قد أسدلت السِتار، ولو كانت خلف ألف جدار تمنعها مراقبتها لله أن تقع فيما حَرّم، لأنها تعلم علمَ يقينٍ أن الله يراها، ومُطلِّعٌ عليها، ويعلم سِرّها ونجواها، تعلم أن الله: {يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة من الآية:7].
إنها تعلم أن كل شيءٍ تفعله مكتوب عليها، ومسطَّرٌ في كتابها: {وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ} [القمر:53]، تعلم أنها إن أخفت عن الخلق ما أخفت فهي مكشوفة بين يدي الله، فهو الذي: {لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء} [آل عمران من الآية:5]، فترى أعمالها يوم القيامة لا يخفى منها شيء: {يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ} [الحاقة:18]، يوم تُظهَر الخفايا، وتُعلَم الخبايا: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} [الطارق:9]، {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} [الزلزلة:6].
إن المرأة التي تخاف مقام ربّها إذا كَبَّرت للصلاة تعلم أن ربّها يراها؛ فتحسن في أداء صلاتها، وتعلم أنها تقترِب منه كلما سجدت وطرحت بين يديه جبهتها، فيزدادُ منسوب المراقبة في قلبها: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ . وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [الشعراء:218-219].
إنها تراقب ربّها لأنها تعلم أن ما تدعو إليه النفس من عصيان للرحمن إنما يُدفَع بصبرِ ساعة، ثم يكون الجزاء العظيم بإذن الله وقدرته: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} [الملك:12]، وقد يكون جزاءَ من صبرَ وراقبَ ربّه في الدنيا قبل الآخرة؛ يقول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة:24]، لمَّا صبروا على الطاعات، لما صبروا فتركوا المحرَّمات، لما صبروا وأيقنوا أن الله مُطّلِعٌ عليهم ومجازيهم بالإحسان إحساناً، وهذا ما حصل لنبي الله يوسف عندما راقب ربّه، وترك دعوة امرأة العزيز إلى الفاحشة: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [يوسف:23]، فمع ما تهيأ له من أسباب المعصية، ومع ما اجتمعت عنده من دواعي الفاحشة إلا إنه {خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى}؛ فقال: {مَعَاذَ اللّهِ}!
هلّا قلتِ أخيتي: معاذ الله، عندما تتزيَّن لكِ المعصية، ويخلو الجو لارتكابها.
هلّا قلتِ: معاذ الله، عندما تشتعل نار الشهوات، ولهيب المنكرات، نعم قولي: معاذ الله، حتى تنالي من الخير ما نال يوسف عليه السلام في الدنيا قبل الآخرة: {قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف:90]؛ فالله لن يُضيِّع أجركِ إن اتقيتِه وصبرتِ عن الحرام ابتغاء مرضاته، ففي الدنيا خير وبركة، وفي الآخرة جنتان.
وكم في أُمَّتنا من الصابرات المحتسبات ممن راقبنَ ربهن، وخُفنَ مقامه، وعظَّمنَ سلطانه، فها هو "عمر الفاروق رضي الله عنه وأرضاه يخرج ذات ليلة يطوف بالمدينة -وكان يفعل ذلك كثيراً- إذ مرّ بامرأةٍ من نساء العرب مغلقاً عليها بابها، وهي تقول:
تَطَاوَلَ هَذَا اللَّيْلُ مَا تَسْرِي كَوَاكِبُهُ *** وَأَرَّقَنِي أَلا ضَجِيعٌ أُلاعِبُهُ
فَوَاللَّهِ لَوْلا اللَّهُ لا شَيْءَ غَيْرُهُ *** لَحُرِّكَ مِنْ هَذَا السَّرِيرِ جَوَانِبُهُ
وَلَكِنَّنِي أَخْشَى رَقِيبًا مُوَكَّلا *** بِأَنْفُسِنَا لا يَفْتُرُ الدَّهْرَ كَاتِبُهُ
مخافة ربِّي والحياءُ يَصدُني *** وإكرامُ بَعلِي أن تُنال مراكِبُهْ
فكتب إلى عُمَّاله بالغزو أن لا يغيب أحداً أكثر من أربعة أشهر" (تاريخ الخلفاء للسيوطي: [1/139]).
وفي الأمة الكثير من أمثال هذه المرأة، من اللواتي يعلمنَ أن الله يعلم خائنة الأعين، وأنه بكل شيءٍ عليم، فابتعدنَ عن كل رذيلة، وعانقنَّ كل فضيلة، وعمَّرنَّ باطنهنَّ بالمراقبة، وظاهرهنَّ باتباع ما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
إن من ضيعت الله فلم تُراقبه، وأمِنت مكرَ ربّها فلم تخاف مقامه؛ فهي على خطرٍ عظيم: {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ} [الأعراف:99].
ألا تخشى تلك التي تخشى الناس ولا تخشى الله أن يفضحها الله في الدنيا قبل الآخرة، فالله يُمهِل ولا يُهمِل؟!
ألا تخشى هذه التي قد تُظهِر الصلاح والخير للناس، وهي في نفس الوقت مُصرَّةً على ذنوب الخلوات؛ ألا تخشى على نفسها أن يعاقبها الله بالانتكاسة، وترك طريق الصالحات في آخر اللحظات من هذه الحياة؟!
يقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله: "وإن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يَطَّلِع عليها الناس؛ إما من جهة عملٍ سيء ونحو ذلك؛ فتلك الخصلة الخفية تُوجِب سوء الخاتمة عند الموت" (جامع العلوم والحكم؛ لابن رجب الحنبلي: [1/57]).
فقد تكون المرأة صالحةً ومُصلِحة أيضاً لكنها تُهمِل مراقبة الله، فتكون خاتمتها مؤلمة، جاء في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: "حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو الصادقُ المصدوق-: «...فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينها وبينه إلا ذراع؛ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار» (رواه البخاري برقم: [6900] بلفظه، ومسلم برقم: [4781]).
جاءت رواية أخرى عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه تُفسِّر هذا الحديث، وهو قول الرسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليَعملَ عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار، وإن الرجل ليَعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة» (رواه البخاري برقم: [2683]، ومسلم برقم: [163])، لكن الذي لا يبدو للناس يَعلمه الذي يعلم السِرّ وأخفى.
يا من يرى مدّ البعوض جناحها *** في ظلمة الليل البهيم الأليلِ
ويرى مناطَ عروقها في نَحرِها *** والمخّ من تلك العِظام النُّحَّلِ
ويرى خَرير الدمِّ في أوداجها *** متنقلاً من مِفصلٍ في مِفصلِ
ويرى وصول غذا الجنين ببطنها *** في ظلمة الأحشا بغير تمقلِ
ويرى مكان الوطء من أقدامها *** في سيرها وحثيثها المستعجِلِ
ويرى ويسمعُ حِسّ ما هو دونها *** في قاع بحرٍ مُظلمٍ متهوِّلِ
أُمنُنْ عليَّ بتوبةٍ تمحو بها *** ما كان مني في الزمانِ الأولِ
إن الفضيحة كل الفضيحة، والعار كل العار يوم تأتي تلك المسكينة التي فرَّطت في مراقبة ربها، وجعلته أهون الناظرين إليها، يوم تأتي بأعمالٍ عظيمةٍ من صيامٍ وصلاةٍ وزكاة، وحجٍ وعمرة، وذكرٍ وتسبيح، وأمرٍ بالمعروفِ ونهيٍ عن المنكر...، كل ذلك وأكثر تأتي به فيجعله الله هباءً منثوراً!
لعلكِ أختي لم تستوعبي كيف يكون ذلك؟ كيف يجعل الله الحسنات العظيمات لا شيء؟!
تأمَّلي رعاكِ الله فيما رواه ابن ماجة رحمه الله عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لأعلمَنّ أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسناتٍ أمثال جبال تهامة بيضاً؛ فيجعلها الله عز وجل هباءً منثوراً»، قال ثوبان: يا رسول الله صِفهم لنا، جلِّهم لنا أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم!، قال: «أما إنهم إخوانكم، ومن جِلدتِكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوامٌ إذا خلوا بمحارِم الله انتهكوها» (رواه ابن ماجة برقم: [4235]، وصحّحه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: [2/294]).
مع أنهم كانوا أصحاب قيام ليل لكنهم ما عظَّموا الله حق التعظيم، وما خافوه حق الخوف، فكان من أمرهم ما كان!
يكاد قلب القارئ لهذا الحديث أن يتفطّر خشية أن يكون من هذا الصنف، حين يأتي يوم القيامة وهو فرحٌ بما قدَّم من الصالحات، مطمئن بما عنده من القربات، واثقٌ بما بذل من جهود، وأعطى من هِبات!
إذا ما خلوتَ الدهر يوماً فلا تقل *** خلوتُ ولكن قل عليَّ رقيب
ولا تحسبنّ الله يغفل ساعةً *** ولا أن ما تُخفيه عنه يَغيب
لهونا لعمرو الله حتى تتابعت *** ذنوبٌ على آثارهنَّ ذنوب
فيا ليت أن الله يغفرُ ما مضى *** ويأذنُ لنا في توبةٍ فنتوب
فيا أختي إلى متى نعيش في غفلتنا؟ إلى متى نُجاهِر بمعاصينا أمام ربِّنا؟
الأربعاء 20 أبريل 2022 - 0:21 من طرف Admin
» مجانا فرصة لا تعوض في منتدى الفيديوهات و بناء على طلبكم إلى غاية نهاية شهر مارس المقبل , بدون الحاجة إلى تسجيل شارك معنا فيديوهاتك أو مقالاتك أو صورك و اكسب مشاهدات حقيقية بمشاطرتها في مواقع التواصل الإجتماعي ...بادر الآن من هنا و اضغط موضوع جديد...
الخميس 14 فبراير 2019 - 13:46 من طرف abou rayane
» Cole Beasley Says Front Office Dictates Who Gets Balls; S. Jones Responds
الخميس 31 يناير 2019 - 8:42 من طرف abou rayane
» California-Based Pipeline Health Expands in Dallas Area, Buys 22 Stand-Alone Emergency Rooms
الخميس 31 يناير 2019 - 8:11 من طرف Admin
» 30 GENIUS HACKS FOR YOUR LIFE
الأربعاء 30 يناير 2019 - 21:38 من طرف abou rayane
» Hack facebook account in 3 steps watch now
الأربعاء 30 يناير 2019 - 14:24 من طرف abou rayane
» Top 5 Programming Languages to Learn to Get a Job at Google, Facebook, Microsoft, etc.
الأربعاء 30 يناير 2019 - 13:38 من طرف abou rayane
» Introduction to Programming
الأربعاء 30 يناير 2019 - 13:28 من طرف abou rayane
» Learn JavaScript - Full Course for Beginners
الأربعاء 30 يناير 2019 - 11:49 من طرف abou rayane
» News On WWE's Second WWE Championship Belt Design For Daniel Bryan
الأربعاء 30 يناير 2019 - 7:19 من طرف Admin
» Hundreds of Texans Attend Funeral of Unknown Veteran
الأربعاء 30 يناير 2019 - 7:08 من طرف Admin
» California-Based Pipeline Health Expands in Dallas Area, Buys 22 Stand-Alone Emergency Rooms
الأربعاء 30 يناير 2019 - 6:52 من طرف Admin
» Military Recruits Getting Made-in-the-USA Athletic Trainers
الأربعاء 30 يناير 2019 - 0:44 من طرف abou rayane
» Arkansas Man Pleads Guilty to Attempted Plane Theft Charge
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 23:58 من طرف abou rayane
» Police Dog Killed Trying to Stop Armed Suspect: Sheriff
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 23:45 من طرف abou rayane
» List of 95,000 Potential Non-Citizen Voters 'May Have Been Overstated,' Texas Secretary of State Tells Counties
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 23:21 من طرف abou rayane
» WWE Confirms Dean Ambrose Will Not Be Renewing His Contract
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 22:56 من طرف abou rayane
» Arctic Cold Front Moving Across North Texas
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 7:00 من طرف abou rayane
» Multiple Police Officers Injured in Houston Shooting
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 6:38 من طرف abou rayane
» OTS_MOBILE_DFW HOME LATEST NEWS SPORTS CONNECTION SEVERE WEATHER Broken Clouds 43° TRAFFIC ENTERTAINMENT LOCAL Police Chief: Crime in Houston Down 4.4 Percent in 2018
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 5:43 من طرف abou rayane
» challenged Brock Lesnar to a Universal Championship Match at WrestleMania
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 5:27 من طرف abou rayane
» Painter Recreates Religious Artworks for East Texas Diocese
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 0:28 من طرف abou rayane
» Dragon Ball FighterZ Season 2 DLC Confirmed
الإثنين 28 يناير 2019 - 22:29 من طرف abou rayane
» Dragon Ball FighterZ Season 2 DLC Confirmed
الإثنين 28 يناير 2019 - 22:29 من طرف abou rayane
» ION MAIDEN In-game findings
الإثنين 28 يناير 2019 - 21:25 من طرف abou rayane
» 'It was not fun': How Drew Smyly's long road back from Tommy John surgery puts him in same boat as much of Rangers' pitching rotation
الإثنين 28 يناير 2019 - 14:50 من طرف abou rayane
» 2 Fort Bliss Soldiers Killed in Training Crash Identified
الإثنين 28 يناير 2019 - 14:31 من طرف abou rayane
» 20,000 Leagues Above the Clouds nous dit adieu
الإثنين 28 يناير 2019 - 13:28 من طرف abou rayane
» Metro Exodus prendra beaucoup de place
الإثنين 28 يناير 2019 - 13:16 من طرف abou rayane
» WWE Raw preview, Jan. 28, 2019: Seth Rollins “burns it down” en route to WrestleMania main event
الإثنين 28 يناير 2019 - 11:57 من طرف abou rayane
» THE 20 MOST INSANE TV CROSSOVERS, RANKED
الإثنين 28 يناير 2019 - 11:36 من طرف abou rayane
» The problem of media in the United States of America
الإثنين 28 يناير 2019 - 9:55 من طرف abou rayane
» WWE Royal Rumble 2019 Highlights HD - 30 Men's Royal Rumble Full Match 2019 Highlights
الإثنين 28 يناير 2019 - 8:28 من طرف abou rayane
» WWE Royal Rumble 2019 Highlights HD - 30 Men's Royal Rumble Full Match 2019 Highlights
الإثنين 28 يناير 2019 - 8:28 من طرف abou rayane
» South Texas Beef Processor Filed for Chapter 11 Protection
الإثنين 28 يناير 2019 - 6:34 من طرف abou rayane
» 2019 Women’s Royal Rumble Match: photos 1/58 Presented by WWE Photo 1/58 Presented by WWE Photo Related Galleries
الإثنين 28 يناير 2019 - 6:05 من طرف abou rayane
» 1/19 Alexa Bliss hits the scene to host “A Moment of Bliss.”
الإثنين 28 يناير 2019 - 5:47 من طرف abou rayane
» No Permit for Texas Float Fest Amid Increasing Attendance
الإثنين 28 يناير 2019 - 5:27 من طرف abou rayane
» Texas Plans $320 Million Psychiatric Hospital in San Antonio
الإثنين 28 يناير 2019 - 0:01 من طرف abou rayane
» 12-Year-Old Boy Charged in Slaying of South Texas Boxer
الأحد 27 يناير 2019 - 23:12 من طرف abou rayane
» 58,000 Non-U.S. Citizens Voted in Texas State Elections, Attorney General Paxton Says
الأحد 27 يناير 2019 - 22:33 من طرف abou rayane
» Lana Del Rey - Video Games (Official Music Video)
الأحد 27 يناير 2019 - 19:52 من طرف abou rayane
» بعد حادث ترامواي البيضاء..شهادات صادمة حول الحادث من قلب الحدث وهاكيفاش دخل الرموك فالترامواي
الأحد 27 يناير 2019 - 18:29 من طرف abou rayane
» Ronda Rousey has trashed reports she is set to hang up the spandex and step out of the WWE spotlight to start a family.
الأحد 27 يناير 2019 - 18:08 من طرف abou rayane
» WWE NXT "Takeover: Phoenix" Results - New Champions Crowned, Aleister Black Vs. Tommaso Ciampa, More
الأحد 27 يناير 2019 - 17:49 من طرف abou rayane
» 2019 WWE ROYAL RUMBLE MATCHES, CARD, DATE, ENTRANTS, LOCATION, START TIME, RUMORS, PREDICTION
الجمعة 25 يناير 2019 - 16:09 من طرف abou rayane
» YouTube حاول عدم الضحك * نسخة صعبة من التحدي* ضحك بلا حدود هههههههههههههههه
الخميس 24 يناير 2019 - 22:21 من طرف abou rayane
» مهاجمة مراكز الجاذبية التشغيلية للقاعدة
الخميس 24 يناير 2019 - 0:57 من طرف abou rayane
» لديك رابط فيديو أو صورة أو مقالة .. أدخل الآن و اجلب لها مشاهدات
الأربعاء 23 يناير 2019 - 20:34 من طرف abou rayane
» فكاهة قدور و عويشة جديد
الأربعاء 23 يناير 2019 - 13:29 من طرف abou rayane
» YouTube ملخص مباراة البحرين وكوريا الجنوبية 1-2
الثلاثاء 22 يناير 2019 - 22:32 من طرف abou rayane
» YouTube ملخص مباراة العراق وقطر 1-0 هدف قاتل لمنتخب القطري كأس آسيا 2019
الثلاثاء 22 يناير 2019 - 22:28 من طرف abou rayane
» حكيم زياش يبدع ضد بايرن ميونيخ ويبهدل ريبيري ويقود فريقه لتعادل مجنون بـ 3:3 في الدقيقة +94
الثلاثاء 22 يناير 2019 - 22:14 من طرف abou rayane
» عبـدالرزاق حمداللـه يبدع بسوبر هاتريك عالمي ويسجل ثمانية اهداف في مبارتين متتاليتين فقط
الثلاثاء 22 يناير 2019 - 21:50 من طرف abou rayane
» YouTube ملخص مباراة يوفنتوس وكيفو فيرونا 3-0 تألق رونالدو - شوط مجنون HD
الثلاثاء 22 يناير 2019 - 18:14 من طرف abou rayane
» YouTube هكذا قضى رونالدو على احلام برشلونة وأوقف سلسلة اللا هزيمة ● بصوت رؤوف خليف ● HD
الإثنين 21 يناير 2019 - 22:33 من طرف abou rayane
» YouTube ملخص مباراة برشلونة ومانشستر يونايتد [نهائي الابطال 2009] تعليق عصام الشوالي HD
الإثنين 21 يناير 2019 - 22:31 من طرف abou rayane
» YouTube عندما تواجه ميسي ورونالدو لاول مرة _ملخص برشلونة ومانشستر يونايتد 2008 وجنون الشوالي HD
الإثنين 21 يناير 2019 - 22:28 من طرف abou rayane
» ركلات الترجيح مباراة استراليا واوزبكستان 4-2
الإثنين 21 يناير 2019 - 22:22 من طرف abou rayane
» YouTube ملخص مباراة السعوديه واليابان 0-1 الاخضر يودع البطولة وجنون رؤوف خليف
الإثنين 21 يناير 2019 - 22:17 من طرف abou rayane
» YouTube شاهد غضب أشهر اللاعبين عندما استبدلهم المدرب ● مشاجرات قاتلة ● لن تتوقع ماذا حدث ...!!
الإثنين 21 يناير 2019 - 13:44 من طرف abou rayane
» سوحليفة: الحلقة 25 | Souhlifa: Episode 25
الإثنين 21 يناير 2019 - 13:39 من طرف abou rayane
» مؤامرة من عقل أناني - قصص اطفال - كرتون اطفال - قصص العربيه - قصص اطفال قبل النوم جديدة 2018 - قصص
الإثنين 21 يناير 2019 - 13:34 من طرف abou rayane
» أفضل قصص اطفال 2017 - قصص العربيه - قصص اطفال قبل النوم - قصص عربيه - Arabic Story
الإثنين 21 يناير 2019 - 13:28 من طرف abou rayane
» YouTube معرفة الرسائل المحذوفة في الواتساب بطريقة سهلة ❌
الأحد 20 يناير 2019 - 23:04 من طرف abou rayane
» فضيحة من العيار الثقيل في مقهى بتطوان ، بكاميرات المراقبة
الأحد 20 يناير 2019 - 22:46 من طرف abou rayane
» أخبار المغرب -نشرة المسائية- الأحد 20 يناير 2019 على القناة الثانية 2M
الأحد 20 يناير 2019 - 22:24 من طرف abou rayane
» أخبار المغرب -نشرة المسائية- الأحد 20 يناير 2019 على القناة الثانية 2M
الأحد 20 يناير 2019 - 22:24 من طرف abou rayane
» [تم الحل]the first rank in Google in 30 days
الأحد 20 يناير 2019 - 22:01 من طرف abou rayane
» Drift Simulator Audi R8 Sports / Car Racing Games / Android Gameplay FHD
الأحد 20 يناير 2019 - 18:19 من طرف abou rayane
» The Mummy Trailer #1 (2017) | Movieclips Trailers
السبت 19 يناير 2019 - 21:50 من طرف abou rayane
» The Mummy Trailer #1 (2017) | Movieclips Trailers
السبت 19 يناير 2019 - 21:49 من طرف abou rayane
» Congressional Democrats pledge to ‘get to the bottom’ of article that alleges Trump directed Cohen to lie to Congress
الجمعة 18 يناير 2019 - 22:36 من طرف abou rayane
» Learn How to use java script programming
الجمعة 18 يناير 2019 - 14:35 من طرف abou rayane
» Great US Sport Moment
الجمعة 18 يناير 2019 - 14:21 من طرف abou rayane
» How to connect any wifi at home
الجمعة 18 يناير 2019 - 9:58 من طرف abou rayane
» Top 10 games offline for phone watch now
الخميس 17 يناير 2019 - 22:30 من طرف abou rayane
» Top 16 new strategy game watch now
الخميس 17 يناير 2019 - 22:09 من طرف abou rayane
» Trump's humburger count jumped from 300 to 1000 overnight
الخميس 17 يناير 2019 - 21:08 من طرف abou rayane
» Lleyton Hewitt accuses Bernard Tomic of 'blackmail' and 'physical' threats
الخميس 17 يناير 2019 - 17:39 من طرف abou rayane
» How to install windows in your PC plaise upvote and watch
الخميس 17 يناير 2019 - 14:36 من طرف abou rayane
» Awesome life hacks for your dog watch and upvote plaise
الخميس 17 يناير 2019 - 14:23 من طرف abou rayane
» How to keep your dog busy while you're at work
الخميس 17 يناير 2019 - 10:06 من طرف abou rayane
» How to keep your dog busy while you're at work
الخميس 17 يناير 2019 - 10:06 من طرف abou rayane
» How to make windows 7 faster watch now
الخميس 17 يناير 2019 - 7:32 من طرف abou rayane
» Four Americans killed, three injured in bomb blast claimed by ISIS in northern Syria
الخميس 17 يناير 2019 - 6:37 من طرف abou rayane
» FBI arrests Georgia man for allegedly plotting to attack the White House
الخميس 17 يناير 2019 - 6:26 من طرف abou rayane
» Boyfriend of Shreveport, Louisiana, police officer Chateri Payne arrested in her killing; officials say he 'concocted' story of mystery gunman
الخميس 17 يناير 2019 - 6:08 من طرف abou rayane
» Boyfriend of Shreveport, Louisiana, police officer Chateri Payne arrested in her killing; officials say he 'concocted' story of mystery gunman
الخميس 17 يناير 2019 - 6:07 من طرف abou rayane
» LOG IN Michael Cohen fears Trump rhetoric could put his family at risk: Sources
الخميس 17 يناير 2019 - 5:31 من طرف abou rayane
» History of the united states watch now
الأربعاء 16 يناير 2019 - 23:30 من طرف abou rayane
» Downise dance watch now
الأربعاء 16 يناير 2019 - 22:28 من طرف abou rayane
» Breaking news:Two explosions gunfire head at a hotel and office...
الأربعاء 16 يناير 2019 - 14:28 من طرف abou rayane
» Jeremy Corbyn tables montion of no confidence after brexit deal defeat
الأربعاء 16 يناير 2019 - 6:53 من طرف abou rayane
» How to enable facebook messenger dark mode on android
الأربعاء 16 يناير 2019 - 5:29 من طرف abou rayane
» Top 10 game same as PC game
الثلاثاء 15 يناير 2019 - 22:25 من طرف abou rayane
» AQUAMAN full movie Big Action and HD Quality
الثلاثاء 15 يناير 2019 - 21:37 من طرف abou rayane
» The ultimate gaming PC $30000 watch NOW
الثلاثاء 15 يناير 2019 - 21:17 من طرف abou rayane
» reedit haked. Some user data stolen
الثلاثاء 15 يناير 2019 - 10:16 من طرف abou rayane