لا يمكن في أي زمان أو مكان الحديث عن حرية الفكر دون التطرق إلى معتقدات من ينادي بحرية العقل والاعتقاد، فلو جاءت الدعوة ممن يعرف عنه استقامة الطريق والمعتقد، ووضوح الرؤية والهدف والمقصد؛ فهي أوراق اعتماده ليلقى القبول والآذان المصغية، والعقول المنتبهة اليقظة، أما إذا جاءت دعوات الحرية تتردد في فضاء من سوء النية، وضعف البنية، وتفكك مجتمعي، وخواء عقلي؛ فسيتم التعامل معها إما بالتهوين من أهميتها، أو بغض الطرف عنها، أو بمحاولة تفنيد تفاصيل فحواها لرد هجومها، ودحض افتراءاتها.
وفي هذا المقال نحاول أن نسلط الضوء على مفهوم الحرية لا سيما حرية الفكر عند المرأة النصرانية، وإلى أي مدى يمكن اعتبار تمتعها بحرية فكر كاملة تتيح لها تقديم النصح والوعظ لغيرها من صاحبات الديانات الأخرى، لا سيما وأن الغرب النصراني يمطرنا على مدار العام بمواثيق حقوق الإنسان التي لا يمارسها إلا قليلاً.
سهام مسمومة:
ونبدأ بالسهام التي توجه إلى المرأة المسلمة من خلال الإعلام المضلل سواء العربي أو الغربي؛ وفي أماكن العمل ووسائل المواصلات، أو ربما حتى في بعض الحالات من داخل عقر دارها إذا كان من بين أهلها من فتن بأناشيد الغرب وترانيمه عن مفهوم الحرية. فتارة تنطلق السهام إليها متهمة إياها بالرجعية، وتارة يذرفون الدمع الخادع على ما يرونه ظلماً لها، وانتقاصاً من حقوقها، وتارة أخرى يصبون الأفكار الهدامة إلى أذنيها، ويقدمون لها الأدلة المفتراة التي في كثير من الأحيان تكون دليلاً ضدهم وليس ضد الإسلام.
والحقيقة التي لا يمكن إنكارها هنا أنه كما تربى المسلمون على الدعوة إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وعدم الجور ضد الآخر، أو انتهاك حرماته وماله وعرضه؛ تربى أصحاب الديانات الأخرى التي طالتها أيادي التحريف الباطلة على انتهاج ما يسمى بالتبشير سواء بالنصرانية أو اليهودية؛ إلا أن حديثنا هذه المرة عن وضع المرأة في النصرانية وفكرها لا يبتعد كثيراً عن مساعي التبشير المسيحي؛ فكلاهما يصب في مصب واحد وهو خلع نواقص النفس على الغير. فالتبشير بالنصرانية لا تدع جحافله فرصة للاقتراب من فواجع الناس وآلامهم إلا واستغلوها بمهارة، ليس بالطبع بغرض إيمان ومحبة خالصين؛ ولكن بكل تأكيد لوضع بذور النصرانية في كل مكان مهما كانت بساطته وسذاجة أهله، وضعفهم وحاجتهم.
وبالرغم من ذلك لا يمكن لنا إلا أن نحمد الله على الصمود القابع في قلب الإنسان المسلم رجلاً كان أو امرأة؛ فبالرغم من الآلام والويلات التي يتجرعها المسلمون في أنحاء الأرض في أغلب الوقت على أيدي أباطرة الغرب المسيحي؛ إلا أن المسلم شديد الحماس لدينه ونبيه صلى الله عليه وسلم، ولا نبالغ إذا قلنا أن المسلمين حتى من عامة الناس لديهم لين في القلب كبير، وحب لربهم ودينهم، فتراهم يعظمون به شعائر الله، ويناصبون العداء لمن حاول النيل من دينهم، ويستمعون به إلى من يدعوهم إلى الالتزام بدين الله؛ ويستنكرون به إدانة علمائهم، أو التقليل من شأنهم، أو من شأن دينهم وشعائرهم، هذا هو الإيمان الخافت في قلوبهم. ولا يعني ذلك أن جميع المسلمين على هذا القدر الجليل من الصمود، إلا أن معظمهم مهما قلت درجة علمهم وثقافتهم يعلمون أن إخوانهم وأخواتهم من أهل الإسلام في المشرق والمغرب يستباح عرضهم، وتنزف دماؤهم على أيدي من لا يقيمون للدين وزنا.
دعوة عيسى عليه السلام وتحريف رسالته:
الإنسان في عقيدة المسلم ينجو بعمله لا بالوساطة التي لا فضل له فيها، ويحمل وزره ولا يحمل الأوزار من ميراث الآباء الأولين، وكل مفاضلة بين عقيدة وعقيدة عند المسلم فمردها إلى سبب، وسببها قائم على فضيلة جاء بها الشرع، ويفهمها العقل، ويطمئن إليها الضمير، وهذه بالطبع رؤيتنا ورؤية كل هؤلاء المسلمين التي يمكن لهم الرد بها على من يدعون أن صلب المسيح كان لخلاص الجنس البشري من الخطيئة، وأمثالها من الفرى. ولا يمكن للمسلم ومن غير المسموح له في العقيدة الإسلامية على الإطلاق أن يفرق في إيمانه برسل الله جميعاً، بل إن آيات القرآن الكريم تمجد مريم العذراء أم المسيح تكريماً يفوق غيرها من النساء، ويهب الله عيسى عليه السلام الوجاهة والمجد في الدنيا والآخرة؛ وهذا ما يعلمه المسلمون تماماً، ولا يملك عاقل منهم رفضه، أو حتى التشكيك فيه؛ فأين يكمن الخلاف إذًا؟
الحقيقة أن الخلاف ليس فقط في قول النصارى الشركي الصارخ بأن المسيح ابن الله، ولا في كون المسيح نفسه كان يلقب نفسه بـ(ابن الإنسان)، وهو نفس ما أخبرتنا به الآية الكريمة في قوله تعالى في سورة المائدة: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ . مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة: 116، 117]، لكن الخلاف بعينه فيما شاب دعوة عيسى عليه السلام من بعده على أيدي تلاميذه الذين قدموا شروحاتهم وتفسيراتهم لآيات الكتاب المقدس الأصلية ليخرجوا كتباً أخرى تناقض بعضها في أحيان كثيرة، وتبدل أصولاً كانت قائمة في عهد المسيح.
فمن ينكر الحرية والمحبة والسلام التي دعا لها نبي الله عيسى عليه السلام؟ لم لا وهو الذي أنهكه بنو إسرائيل بتعنتهم وصلفهم، وضيق عقولهم، فحاول أن يسترد كرامة الإنسان من دنس المادية، وسعى لرفع قدر المرأة وإنقاذها من مستنقع الرذيلة اليهودي النجس. إلا أنه بانتهاء حقبة المسيح اندثرت تدريجياً تلك التعاليم والقيم السامية لتظهر للعالم فيما بعد نصوص يعافها لسان وقلب من ليس على دين أصلاً وليس المسيح عليه السلام نفسه كما في كتاب (نشيد الإنشاد) -على سبيل المثال لا الحصر- ويطل على العالم من أطلق على نفسه (بولس الرسول) الذي يعد هو مؤسس النصرانية التي ابتعدت عن تعاليم المسيحية، وأشهر كتبه هو العهد الجديد، وهو الوحيد الذي ادعى النبوة دون سائر الإنجيليين.
رسائل بولس والإجهاز على حرية الفكر:
يرى (شارل جنيير) في كتابه (المسيحية نشأتها وتطورها) أن: "الدراسة المفصلة لرسائل بولس الكبرى تكشف لنا النقاب عن مزيج من الأفكار الغريبة جداً، فهي مزيج من الأفكار اليهودية، والمفاهيم الوثنية اليونانية". والحقيقة أنه لم ينل من رسالة عيسى الربانية الخالصة مثلما نال منها بولس من خلال رسائله التي تشكل ما يقرب من نصف العهد الجديد، والتي ناقض فيه نفسه في أكثر من موضع متأرجحاً بين تأليه المسيح، أو إضفاء الصفة البشرية عليه. بل إن في كتبهم إشارات صريحة أو مضمونة إلى ضعف مكانة العقل أو التمييز، وقد تأتي أصلاً أو عرضاً غير مقصودة، وقد يلمح فيها القارئ كثيراً من الزراية بالعقل، أو التحذير منه، لأنه برأيهم مزلة العقائد، وباب من أبواب الدعوى والإنكار، خصوصاً إذا كان في ذات ما يدعون إليه ما يخالف العقل الصحيح (مثال فكرة التثليث).
وبالفعل كان ذلك ما اجتهد في العمل عليه بولس، فكانت نصوص رسائله تقلل من أهمية الفكر وخاصة لدى المرأة، فهو من قال في رسالته الأولى إلى كورنثوس (14: 34): "لِتَصْمُتْ النِّسَاءُ فِي الْكَنَائِسِ، فَلَيْسَ مَسْمُوحاً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ عَلَيْهِنَّ أَنْ يَكُنَّ خَاضِعَاتٍ، كما يقول الناموس أيضاً. وَلَكِنْ إِذَا رَغِبْنَ فِي تَعَلُّمِ شَيْءٍ مَا فَلْيَسْأَلْنَ أَزْوَاجَهُنَّ فِي الْبَيْتِ، لأَنَّهُ عَارٌ عَلَى الْمَرْأَةِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي الْجَمَاعَةِ"؛ وهو ما يعني حرمان المرأة من حق العلم والعبادة فكيف الحال في حال الفكر وإعمال العقل والاجتهاد، وهو بذلك لم يبتعد كثيراً عن أفكار الفيلسوف اليوناني أرسطو الذي قال: "إن الطبيعة لم تزود المرأة بأي استعداد عقلي يعتد به"، فهل يمكن أن يكون ذلك من رسالة المسيح بمكان؟!
ليس هذا فحسب فللمرأة في الأناجيل المختلفة صورة سلبية؛ فها هي في الإنجيل الكاثوليكي قيل فيها: "لا يوجد خطيئة يمكن مقارنتها بخطيئة المرأة، فأي خطيئة تكون وراءها امرأة، وبسبب المرأة سنموت جميعاً". والمرأة في النصرانية محرومة من حقوق كثيرة تعد بديهية إذا ما قورنت بحقوق المرأة المسلمة؛ فهي قاصرة عن الإدلاء بشهادتها حتى وإن كانت متهمة بجريمة شنعاء كالزنا فلا حق لها في الدفاع عن نفسها، كما أنها لا بد وأن تكون خاضعة لرجلها مسلوبة الفكر؛ وهو ما يتضح من رسالة كولوسي (3: 18): "أيها النساء اخضعن لرجالكن كما يليق في الرب"، والأكثر من ذلك أن هناك من المثقفين النصرانيين يرون في خضوع المرأة تدريباً إلهياً لها! ناهيك عن أنها وفقاً للتعاليم الدينية أيضاً ليس من حقها الطلاق في حال استحالة العشرة بينها وبين زوجها، أو وجود مانع يحول دون استمرار ذلك الزواج.
الرهبنة والرؤية الغربية:
ظلت حالة الرهبنة مثار انتقاد كبير بين المفكرين النصارى أنفسهم لما علموا عنها من مثالب ومناقص متعددة، وبالرغم من أن الكنائس تحاول أن تضفي على الرهبنة النسائية هالة من القداسة والرونق؛ إلا أن كتاباً ومفكرين غربيين رفعوا أصواتهم في انتقادها برؤى مختلفة يقول نيكولاوس فون كليمانجيس أحد علماء اللاهوت، وعميد جامعة باريس سابقاً: "أن تترهبن المرأة اليوم فمعنى هذا أنها أسلمت نفسها للعهارة".
وفي تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل إفسس قال: "بما أن المرأة خُلِقَت للولادة والأطفال فهي تختلف عن الرجل كما يختلف الجسد عن الروح، ولكن عندما ترغب المرأة في خدمة يسوع أكثر من العالم فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة وستسمى رجلاً"، وفي رسالة كورنثوس الأولى: "وأقولُ لِغَيرِ المُتَزوِّجينَ والأرامِلِ إنَّهُ خَيرٌ لهُم أنْ يَبْقَوا مِثْلي، هَل أنتَ غيرُ مُقتَرِنٍ بامرأةٍ؟ إذاً لا تَطلُبِ الزَّواجَ بامرأة". ويقول كارل هاينتس ديشنر فى كتابه الصليب ذو الكنيسة: "قال سيمون دي بوفوا لقد أسهمت العقيدة النصرانية في اضطهاد المرأة، ولم تقم بدور بسيط في هذا".
التعنت النصراني ونضال المرأة للتحرر من القيود:
يقول القس فيليب ربابورت: "وفقاً لمعتقدات آباء الكنيسة فالمرأة مخلوق نجس، وهي الإغواء الذي جلب الخطيئة إلى العالم"، ويقول الفيلسوف ربابورت: "يمكننا المضي قدماً فيما يلي لتسليط الضوء على المراحل التي حاولت من خلالها المرأة المسيحية انتزاع بعض حقوقها المسلوبة حتى وإن كان في ذلك تحدٍ صريح لشرائع النصرانية؛ فالمرأة حتى عام 1882 لم يكن يحق لها أن تمتلك شيئاً، ولم يكن يحق لها أن تقرأ حتى في الكتاب المقدس، ولم يبدأ تقريباً الاعتراف بحقوقها، وتعديل القوانين الخاصة بها إلا في عام 1919 بعد أن صارت المرأة أكثر اضطلاعاً بحقوقها، وأكبر تأثيراً في المجتمع، وبعدما انتهت سطوة رجال الكنيسة في أوروبا إلى حد كبير، وخرج الغرب من عصوره المظلمة بفضل منارة الحضارة الإسلامية، وعلمائها، ومفكريها الأوائل.
ولم تتوقف محاولات المرأة النصرانية للمطالبة بحقوقها الأساسية، ونبذ التابوهات التي كان من الممنوع الاقتراب منها، كقضية الطلاق؛ التي كان لا يمكن أن يسمع عن وقوعها في النصرانية إلا في حالة ارتكاب الزوجة لجريمة الزنا، فظهر ما يعرف بالطلاق المدني في الغرب، وأقره المجتمع، أما في الشرق فلجأ أصحاب الديانة المسيحية في كثير من الحالات إلى رفع القضايا أمام محاكم مرجعها الشريعة الإسلامية بحثاً عن العدل والإنسانية؛ اللذين ميزتهما الشريعة الإسلامية، ودافعت عنهما حفاظاً على حقوق جميع البشر من ذكر وأنثى، وقال تعالى في سورة النحل: {منْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
وهكذا كانت مراحل تطور فكر المرأة في النصرانية من الخضوع والخنوع إلى محاولة انتزاع الحقوق بقوة؛ وهو ما دفع رعاة الكنيسة في العصر الحديث إلى مدح دور المرأة، والثناء عليها، وتبجيل دورها في المجتمع والكنيسة؛ وذلك في محاولة للتغطية على التعاليم المجحفة التي يكتظ بها الكتاب المقدس. إذ نجد (يوحنا بولس الثاني) كتب رسالة راعوية عام 1988م بعنوان: (كرامة المرأة) وضع فيها أهم المبادئ للتعليم الكنسي فيما يختص بكرامة المرأة، ودعوتها في خدمة بيتها ومجتمعها وكنيستها، فهل لا تزال لدعوات الغرب النصراني بتحرير المرأة المسلمة آذان تسمعها؟ وهل يمكن بعد ذلك أن توجه سهام الأذى إلى نساء الإسلام بأنهن مسلوبات الحقوق والإرادة بينما منحتهن الشريعة العظيمة التي أتى بها نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم حقوقهن منذ قرون مضت؟ يقول تعالى في سورة النور: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63].
وفي هذا المقال نحاول أن نسلط الضوء على مفهوم الحرية لا سيما حرية الفكر عند المرأة النصرانية، وإلى أي مدى يمكن اعتبار تمتعها بحرية فكر كاملة تتيح لها تقديم النصح والوعظ لغيرها من صاحبات الديانات الأخرى، لا سيما وأن الغرب النصراني يمطرنا على مدار العام بمواثيق حقوق الإنسان التي لا يمارسها إلا قليلاً.
سهام مسمومة:
ونبدأ بالسهام التي توجه إلى المرأة المسلمة من خلال الإعلام المضلل سواء العربي أو الغربي؛ وفي أماكن العمل ووسائل المواصلات، أو ربما حتى في بعض الحالات من داخل عقر دارها إذا كان من بين أهلها من فتن بأناشيد الغرب وترانيمه عن مفهوم الحرية. فتارة تنطلق السهام إليها متهمة إياها بالرجعية، وتارة يذرفون الدمع الخادع على ما يرونه ظلماً لها، وانتقاصاً من حقوقها، وتارة أخرى يصبون الأفكار الهدامة إلى أذنيها، ويقدمون لها الأدلة المفتراة التي في كثير من الأحيان تكون دليلاً ضدهم وليس ضد الإسلام.
والحقيقة التي لا يمكن إنكارها هنا أنه كما تربى المسلمون على الدعوة إلى سبيل ربهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وعدم الجور ضد الآخر، أو انتهاك حرماته وماله وعرضه؛ تربى أصحاب الديانات الأخرى التي طالتها أيادي التحريف الباطلة على انتهاج ما يسمى بالتبشير سواء بالنصرانية أو اليهودية؛ إلا أن حديثنا هذه المرة عن وضع المرأة في النصرانية وفكرها لا يبتعد كثيراً عن مساعي التبشير المسيحي؛ فكلاهما يصب في مصب واحد وهو خلع نواقص النفس على الغير. فالتبشير بالنصرانية لا تدع جحافله فرصة للاقتراب من فواجع الناس وآلامهم إلا واستغلوها بمهارة، ليس بالطبع بغرض إيمان ومحبة خالصين؛ ولكن بكل تأكيد لوضع بذور النصرانية في كل مكان مهما كانت بساطته وسذاجة أهله، وضعفهم وحاجتهم.
وبالرغم من ذلك لا يمكن لنا إلا أن نحمد الله على الصمود القابع في قلب الإنسان المسلم رجلاً كان أو امرأة؛ فبالرغم من الآلام والويلات التي يتجرعها المسلمون في أنحاء الأرض في أغلب الوقت على أيدي أباطرة الغرب المسيحي؛ إلا أن المسلم شديد الحماس لدينه ونبيه صلى الله عليه وسلم، ولا نبالغ إذا قلنا أن المسلمين حتى من عامة الناس لديهم لين في القلب كبير، وحب لربهم ودينهم، فتراهم يعظمون به شعائر الله، ويناصبون العداء لمن حاول النيل من دينهم، ويستمعون به إلى من يدعوهم إلى الالتزام بدين الله؛ ويستنكرون به إدانة علمائهم، أو التقليل من شأنهم، أو من شأن دينهم وشعائرهم، هذا هو الإيمان الخافت في قلوبهم. ولا يعني ذلك أن جميع المسلمين على هذا القدر الجليل من الصمود، إلا أن معظمهم مهما قلت درجة علمهم وثقافتهم يعلمون أن إخوانهم وأخواتهم من أهل الإسلام في المشرق والمغرب يستباح عرضهم، وتنزف دماؤهم على أيدي من لا يقيمون للدين وزنا.
دعوة عيسى عليه السلام وتحريف رسالته:
الإنسان في عقيدة المسلم ينجو بعمله لا بالوساطة التي لا فضل له فيها، ويحمل وزره ولا يحمل الأوزار من ميراث الآباء الأولين، وكل مفاضلة بين عقيدة وعقيدة عند المسلم فمردها إلى سبب، وسببها قائم على فضيلة جاء بها الشرع، ويفهمها العقل، ويطمئن إليها الضمير، وهذه بالطبع رؤيتنا ورؤية كل هؤلاء المسلمين التي يمكن لهم الرد بها على من يدعون أن صلب المسيح كان لخلاص الجنس البشري من الخطيئة، وأمثالها من الفرى. ولا يمكن للمسلم ومن غير المسموح له في العقيدة الإسلامية على الإطلاق أن يفرق في إيمانه برسل الله جميعاً، بل إن آيات القرآن الكريم تمجد مريم العذراء أم المسيح تكريماً يفوق غيرها من النساء، ويهب الله عيسى عليه السلام الوجاهة والمجد في الدنيا والآخرة؛ وهذا ما يعلمه المسلمون تماماً، ولا يملك عاقل منهم رفضه، أو حتى التشكيك فيه؛ فأين يكمن الخلاف إذًا؟
الحقيقة أن الخلاف ليس فقط في قول النصارى الشركي الصارخ بأن المسيح ابن الله، ولا في كون المسيح نفسه كان يلقب نفسه بـ(ابن الإنسان)، وهو نفس ما أخبرتنا به الآية الكريمة في قوله تعالى في سورة المائدة: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ . مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المائدة: 116، 117]، لكن الخلاف بعينه فيما شاب دعوة عيسى عليه السلام من بعده على أيدي تلاميذه الذين قدموا شروحاتهم وتفسيراتهم لآيات الكتاب المقدس الأصلية ليخرجوا كتباً أخرى تناقض بعضها في أحيان كثيرة، وتبدل أصولاً كانت قائمة في عهد المسيح.
فمن ينكر الحرية والمحبة والسلام التي دعا لها نبي الله عيسى عليه السلام؟ لم لا وهو الذي أنهكه بنو إسرائيل بتعنتهم وصلفهم، وضيق عقولهم، فحاول أن يسترد كرامة الإنسان من دنس المادية، وسعى لرفع قدر المرأة وإنقاذها من مستنقع الرذيلة اليهودي النجس. إلا أنه بانتهاء حقبة المسيح اندثرت تدريجياً تلك التعاليم والقيم السامية لتظهر للعالم فيما بعد نصوص يعافها لسان وقلب من ليس على دين أصلاً وليس المسيح عليه السلام نفسه كما في كتاب (نشيد الإنشاد) -على سبيل المثال لا الحصر- ويطل على العالم من أطلق على نفسه (بولس الرسول) الذي يعد هو مؤسس النصرانية التي ابتعدت عن تعاليم المسيحية، وأشهر كتبه هو العهد الجديد، وهو الوحيد الذي ادعى النبوة دون سائر الإنجيليين.
رسائل بولس والإجهاز على حرية الفكر:
يرى (شارل جنيير) في كتابه (المسيحية نشأتها وتطورها) أن: "الدراسة المفصلة لرسائل بولس الكبرى تكشف لنا النقاب عن مزيج من الأفكار الغريبة جداً، فهي مزيج من الأفكار اليهودية، والمفاهيم الوثنية اليونانية". والحقيقة أنه لم ينل من رسالة عيسى الربانية الخالصة مثلما نال منها بولس من خلال رسائله التي تشكل ما يقرب من نصف العهد الجديد، والتي ناقض فيه نفسه في أكثر من موضع متأرجحاً بين تأليه المسيح، أو إضفاء الصفة البشرية عليه. بل إن في كتبهم إشارات صريحة أو مضمونة إلى ضعف مكانة العقل أو التمييز، وقد تأتي أصلاً أو عرضاً غير مقصودة، وقد يلمح فيها القارئ كثيراً من الزراية بالعقل، أو التحذير منه، لأنه برأيهم مزلة العقائد، وباب من أبواب الدعوى والإنكار، خصوصاً إذا كان في ذات ما يدعون إليه ما يخالف العقل الصحيح (مثال فكرة التثليث).
وبالفعل كان ذلك ما اجتهد في العمل عليه بولس، فكانت نصوص رسائله تقلل من أهمية الفكر وخاصة لدى المرأة، فهو من قال في رسالته الأولى إلى كورنثوس (14: 34): "لِتَصْمُتْ النِّسَاءُ فِي الْكَنَائِسِ، فَلَيْسَ مَسْمُوحاً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ عَلَيْهِنَّ أَنْ يَكُنَّ خَاضِعَاتٍ، كما يقول الناموس أيضاً. وَلَكِنْ إِذَا رَغِبْنَ فِي تَعَلُّمِ شَيْءٍ مَا فَلْيَسْأَلْنَ أَزْوَاجَهُنَّ فِي الْبَيْتِ، لأَنَّهُ عَارٌ عَلَى الْمَرْأَةِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي الْجَمَاعَةِ"؛ وهو ما يعني حرمان المرأة من حق العلم والعبادة فكيف الحال في حال الفكر وإعمال العقل والاجتهاد، وهو بذلك لم يبتعد كثيراً عن أفكار الفيلسوف اليوناني أرسطو الذي قال: "إن الطبيعة لم تزود المرأة بأي استعداد عقلي يعتد به"، فهل يمكن أن يكون ذلك من رسالة المسيح بمكان؟!
ليس هذا فحسب فللمرأة في الأناجيل المختلفة صورة سلبية؛ فها هي في الإنجيل الكاثوليكي قيل فيها: "لا يوجد خطيئة يمكن مقارنتها بخطيئة المرأة، فأي خطيئة تكون وراءها امرأة، وبسبب المرأة سنموت جميعاً". والمرأة في النصرانية محرومة من حقوق كثيرة تعد بديهية إذا ما قورنت بحقوق المرأة المسلمة؛ فهي قاصرة عن الإدلاء بشهادتها حتى وإن كانت متهمة بجريمة شنعاء كالزنا فلا حق لها في الدفاع عن نفسها، كما أنها لا بد وأن تكون خاضعة لرجلها مسلوبة الفكر؛ وهو ما يتضح من رسالة كولوسي (3: 18): "أيها النساء اخضعن لرجالكن كما يليق في الرب"، والأكثر من ذلك أن هناك من المثقفين النصرانيين يرون في خضوع المرأة تدريباً إلهياً لها! ناهيك عن أنها وفقاً للتعاليم الدينية أيضاً ليس من حقها الطلاق في حال استحالة العشرة بينها وبين زوجها، أو وجود مانع يحول دون استمرار ذلك الزواج.
الرهبنة والرؤية الغربية:
ظلت حالة الرهبنة مثار انتقاد كبير بين المفكرين النصارى أنفسهم لما علموا عنها من مثالب ومناقص متعددة، وبالرغم من أن الكنائس تحاول أن تضفي على الرهبنة النسائية هالة من القداسة والرونق؛ إلا أن كتاباً ومفكرين غربيين رفعوا أصواتهم في انتقادها برؤى مختلفة يقول نيكولاوس فون كليمانجيس أحد علماء اللاهوت، وعميد جامعة باريس سابقاً: "أن تترهبن المرأة اليوم فمعنى هذا أنها أسلمت نفسها للعهارة".
وفي تعليق جيروم على رسالة بولس إلى أهل إفسس قال: "بما أن المرأة خُلِقَت للولادة والأطفال فهي تختلف عن الرجل كما يختلف الجسد عن الروح، ولكن عندما ترغب المرأة في خدمة يسوع أكثر من العالم فعندئذ سوف تكف عن أن تكون امرأة وستسمى رجلاً"، وفي رسالة كورنثوس الأولى: "وأقولُ لِغَيرِ المُتَزوِّجينَ والأرامِلِ إنَّهُ خَيرٌ لهُم أنْ يَبْقَوا مِثْلي، هَل أنتَ غيرُ مُقتَرِنٍ بامرأةٍ؟ إذاً لا تَطلُبِ الزَّواجَ بامرأة". ويقول كارل هاينتس ديشنر فى كتابه الصليب ذو الكنيسة: "قال سيمون دي بوفوا لقد أسهمت العقيدة النصرانية في اضطهاد المرأة، ولم تقم بدور بسيط في هذا".
التعنت النصراني ونضال المرأة للتحرر من القيود:
يقول القس فيليب ربابورت: "وفقاً لمعتقدات آباء الكنيسة فالمرأة مخلوق نجس، وهي الإغواء الذي جلب الخطيئة إلى العالم"، ويقول الفيلسوف ربابورت: "يمكننا المضي قدماً فيما يلي لتسليط الضوء على المراحل التي حاولت من خلالها المرأة المسيحية انتزاع بعض حقوقها المسلوبة حتى وإن كان في ذلك تحدٍ صريح لشرائع النصرانية؛ فالمرأة حتى عام 1882 لم يكن يحق لها أن تمتلك شيئاً، ولم يكن يحق لها أن تقرأ حتى في الكتاب المقدس، ولم يبدأ تقريباً الاعتراف بحقوقها، وتعديل القوانين الخاصة بها إلا في عام 1919 بعد أن صارت المرأة أكثر اضطلاعاً بحقوقها، وأكبر تأثيراً في المجتمع، وبعدما انتهت سطوة رجال الكنيسة في أوروبا إلى حد كبير، وخرج الغرب من عصوره المظلمة بفضل منارة الحضارة الإسلامية، وعلمائها، ومفكريها الأوائل.
ولم تتوقف محاولات المرأة النصرانية للمطالبة بحقوقها الأساسية، ونبذ التابوهات التي كان من الممنوع الاقتراب منها، كقضية الطلاق؛ التي كان لا يمكن أن يسمع عن وقوعها في النصرانية إلا في حالة ارتكاب الزوجة لجريمة الزنا، فظهر ما يعرف بالطلاق المدني في الغرب، وأقره المجتمع، أما في الشرق فلجأ أصحاب الديانة المسيحية في كثير من الحالات إلى رفع القضايا أمام محاكم مرجعها الشريعة الإسلامية بحثاً عن العدل والإنسانية؛ اللذين ميزتهما الشريعة الإسلامية، ودافعت عنهما حفاظاً على حقوق جميع البشر من ذكر وأنثى، وقال تعالى في سورة النحل: {منْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97].
وهكذا كانت مراحل تطور فكر المرأة في النصرانية من الخضوع والخنوع إلى محاولة انتزاع الحقوق بقوة؛ وهو ما دفع رعاة الكنيسة في العصر الحديث إلى مدح دور المرأة، والثناء عليها، وتبجيل دورها في المجتمع والكنيسة؛ وذلك في محاولة للتغطية على التعاليم المجحفة التي يكتظ بها الكتاب المقدس. إذ نجد (يوحنا بولس الثاني) كتب رسالة راعوية عام 1988م بعنوان: (كرامة المرأة) وضع فيها أهم المبادئ للتعليم الكنسي فيما يختص بكرامة المرأة، ودعوتها في خدمة بيتها ومجتمعها وكنيستها، فهل لا تزال لدعوات الغرب النصراني بتحرير المرأة المسلمة آذان تسمعها؟ وهل يمكن بعد ذلك أن توجه سهام الأذى إلى نساء الإسلام بأنهن مسلوبات الحقوق والإرادة بينما منحتهن الشريعة العظيمة التي أتى بها نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم حقوقهن منذ قرون مضت؟ يقول تعالى في سورة النور: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63].
الأربعاء 20 أبريل 2022 - 0:21 من طرف Admin
» مجانا فرصة لا تعوض في منتدى الفيديوهات و بناء على طلبكم إلى غاية نهاية شهر مارس المقبل , بدون الحاجة إلى تسجيل شارك معنا فيديوهاتك أو مقالاتك أو صورك و اكسب مشاهدات حقيقية بمشاطرتها في مواقع التواصل الإجتماعي ...بادر الآن من هنا و اضغط موضوع جديد...
الخميس 14 فبراير 2019 - 13:46 من طرف abou rayane
» Cole Beasley Says Front Office Dictates Who Gets Balls; S. Jones Responds
الخميس 31 يناير 2019 - 8:42 من طرف abou rayane
» California-Based Pipeline Health Expands in Dallas Area, Buys 22 Stand-Alone Emergency Rooms
الخميس 31 يناير 2019 - 8:11 من طرف Admin
» 30 GENIUS HACKS FOR YOUR LIFE
الأربعاء 30 يناير 2019 - 21:38 من طرف abou rayane
» Hack facebook account in 3 steps watch now
الأربعاء 30 يناير 2019 - 14:24 من طرف abou rayane
» Top 5 Programming Languages to Learn to Get a Job at Google, Facebook, Microsoft, etc.
الأربعاء 30 يناير 2019 - 13:38 من طرف abou rayane
» Introduction to Programming
الأربعاء 30 يناير 2019 - 13:28 من طرف abou rayane
» Learn JavaScript - Full Course for Beginners
الأربعاء 30 يناير 2019 - 11:49 من طرف abou rayane
» News On WWE's Second WWE Championship Belt Design For Daniel Bryan
الأربعاء 30 يناير 2019 - 7:19 من طرف Admin
» Hundreds of Texans Attend Funeral of Unknown Veteran
الأربعاء 30 يناير 2019 - 7:08 من طرف Admin
» California-Based Pipeline Health Expands in Dallas Area, Buys 22 Stand-Alone Emergency Rooms
الأربعاء 30 يناير 2019 - 6:52 من طرف Admin
» Military Recruits Getting Made-in-the-USA Athletic Trainers
الأربعاء 30 يناير 2019 - 0:44 من طرف abou rayane
» Arkansas Man Pleads Guilty to Attempted Plane Theft Charge
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 23:58 من طرف abou rayane
» Police Dog Killed Trying to Stop Armed Suspect: Sheriff
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 23:45 من طرف abou rayane
» List of 95,000 Potential Non-Citizen Voters 'May Have Been Overstated,' Texas Secretary of State Tells Counties
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 23:21 من طرف abou rayane
» WWE Confirms Dean Ambrose Will Not Be Renewing His Contract
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 22:56 من طرف abou rayane
» Arctic Cold Front Moving Across North Texas
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 7:00 من طرف abou rayane
» Multiple Police Officers Injured in Houston Shooting
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 6:38 من طرف abou rayane
» OTS_MOBILE_DFW HOME LATEST NEWS SPORTS CONNECTION SEVERE WEATHER Broken Clouds 43° TRAFFIC ENTERTAINMENT LOCAL Police Chief: Crime in Houston Down 4.4 Percent in 2018
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 5:43 من طرف abou rayane
» challenged Brock Lesnar to a Universal Championship Match at WrestleMania
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 5:27 من طرف abou rayane
» Painter Recreates Religious Artworks for East Texas Diocese
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 0:28 من طرف abou rayane
» Dragon Ball FighterZ Season 2 DLC Confirmed
الإثنين 28 يناير 2019 - 22:29 من طرف abou rayane
» Dragon Ball FighterZ Season 2 DLC Confirmed
الإثنين 28 يناير 2019 - 22:29 من طرف abou rayane
» ION MAIDEN In-game findings
الإثنين 28 يناير 2019 - 21:25 من طرف abou rayane
» 'It was not fun': How Drew Smyly's long road back from Tommy John surgery puts him in same boat as much of Rangers' pitching rotation
الإثنين 28 يناير 2019 - 14:50 من طرف abou rayane
» 2 Fort Bliss Soldiers Killed in Training Crash Identified
الإثنين 28 يناير 2019 - 14:31 من طرف abou rayane
» 20,000 Leagues Above the Clouds nous dit adieu
الإثنين 28 يناير 2019 - 13:28 من طرف abou rayane
» Metro Exodus prendra beaucoup de place
الإثنين 28 يناير 2019 - 13:16 من طرف abou rayane
» WWE Raw preview, Jan. 28, 2019: Seth Rollins “burns it down” en route to WrestleMania main event
الإثنين 28 يناير 2019 - 11:57 من طرف abou rayane
» THE 20 MOST INSANE TV CROSSOVERS, RANKED
الإثنين 28 يناير 2019 - 11:36 من طرف abou rayane
» The problem of media in the United States of America
الإثنين 28 يناير 2019 - 9:55 من طرف abou rayane
» WWE Royal Rumble 2019 Highlights HD - 30 Men's Royal Rumble Full Match 2019 Highlights
الإثنين 28 يناير 2019 - 8:28 من طرف abou rayane
» WWE Royal Rumble 2019 Highlights HD - 30 Men's Royal Rumble Full Match 2019 Highlights
الإثنين 28 يناير 2019 - 8:28 من طرف abou rayane
» South Texas Beef Processor Filed for Chapter 11 Protection
الإثنين 28 يناير 2019 - 6:34 من طرف abou rayane
» 2019 Women’s Royal Rumble Match: photos 1/58 Presented by WWE Photo 1/58 Presented by WWE Photo Related Galleries
الإثنين 28 يناير 2019 - 6:05 من طرف abou rayane
» 1/19 Alexa Bliss hits the scene to host “A Moment of Bliss.”
الإثنين 28 يناير 2019 - 5:47 من طرف abou rayane
» No Permit for Texas Float Fest Amid Increasing Attendance
الإثنين 28 يناير 2019 - 5:27 من طرف abou rayane
» Texas Plans $320 Million Psychiatric Hospital in San Antonio
الإثنين 28 يناير 2019 - 0:01 من طرف abou rayane
» 12-Year-Old Boy Charged in Slaying of South Texas Boxer
الأحد 27 يناير 2019 - 23:12 من طرف abou rayane
» 58,000 Non-U.S. Citizens Voted in Texas State Elections, Attorney General Paxton Says
الأحد 27 يناير 2019 - 22:33 من طرف abou rayane
» Lana Del Rey - Video Games (Official Music Video)
الأحد 27 يناير 2019 - 19:52 من طرف abou rayane
» بعد حادث ترامواي البيضاء..شهادات صادمة حول الحادث من قلب الحدث وهاكيفاش دخل الرموك فالترامواي
الأحد 27 يناير 2019 - 18:29 من طرف abou rayane
» Ronda Rousey has trashed reports she is set to hang up the spandex and step out of the WWE spotlight to start a family.
الأحد 27 يناير 2019 - 18:08 من طرف abou rayane
» WWE NXT "Takeover: Phoenix" Results - New Champions Crowned, Aleister Black Vs. Tommaso Ciampa, More
الأحد 27 يناير 2019 - 17:49 من طرف abou rayane
» 2019 WWE ROYAL RUMBLE MATCHES, CARD, DATE, ENTRANTS, LOCATION, START TIME, RUMORS, PREDICTION
الجمعة 25 يناير 2019 - 16:09 من طرف abou rayane
» YouTube حاول عدم الضحك * نسخة صعبة من التحدي* ضحك بلا حدود هههههههههههههههه
الخميس 24 يناير 2019 - 22:21 من طرف abou rayane
» مهاجمة مراكز الجاذبية التشغيلية للقاعدة
الخميس 24 يناير 2019 - 0:57 من طرف abou rayane
» لديك رابط فيديو أو صورة أو مقالة .. أدخل الآن و اجلب لها مشاهدات
الأربعاء 23 يناير 2019 - 20:34 من طرف abou rayane
» فكاهة قدور و عويشة جديد
الأربعاء 23 يناير 2019 - 13:29 من طرف abou rayane
» YouTube ملخص مباراة البحرين وكوريا الجنوبية 1-2
الثلاثاء 22 يناير 2019 - 22:32 من طرف abou rayane
» YouTube ملخص مباراة العراق وقطر 1-0 هدف قاتل لمنتخب القطري كأس آسيا 2019
الثلاثاء 22 يناير 2019 - 22:28 من طرف abou rayane
» حكيم زياش يبدع ضد بايرن ميونيخ ويبهدل ريبيري ويقود فريقه لتعادل مجنون بـ 3:3 في الدقيقة +94
الثلاثاء 22 يناير 2019 - 22:14 من طرف abou rayane
» عبـدالرزاق حمداللـه يبدع بسوبر هاتريك عالمي ويسجل ثمانية اهداف في مبارتين متتاليتين فقط
الثلاثاء 22 يناير 2019 - 21:50 من طرف abou rayane
» YouTube ملخص مباراة يوفنتوس وكيفو فيرونا 3-0 تألق رونالدو - شوط مجنون HD
الثلاثاء 22 يناير 2019 - 18:14 من طرف abou rayane
» YouTube هكذا قضى رونالدو على احلام برشلونة وأوقف سلسلة اللا هزيمة ● بصوت رؤوف خليف ● HD
الإثنين 21 يناير 2019 - 22:33 من طرف abou rayane
» YouTube ملخص مباراة برشلونة ومانشستر يونايتد [نهائي الابطال 2009] تعليق عصام الشوالي HD
الإثنين 21 يناير 2019 - 22:31 من طرف abou rayane
» YouTube عندما تواجه ميسي ورونالدو لاول مرة _ملخص برشلونة ومانشستر يونايتد 2008 وجنون الشوالي HD
الإثنين 21 يناير 2019 - 22:28 من طرف abou rayane
» ركلات الترجيح مباراة استراليا واوزبكستان 4-2
الإثنين 21 يناير 2019 - 22:22 من طرف abou rayane
» YouTube ملخص مباراة السعوديه واليابان 0-1 الاخضر يودع البطولة وجنون رؤوف خليف
الإثنين 21 يناير 2019 - 22:17 من طرف abou rayane
» YouTube شاهد غضب أشهر اللاعبين عندما استبدلهم المدرب ● مشاجرات قاتلة ● لن تتوقع ماذا حدث ...!!
الإثنين 21 يناير 2019 - 13:44 من طرف abou rayane
» سوحليفة: الحلقة 25 | Souhlifa: Episode 25
الإثنين 21 يناير 2019 - 13:39 من طرف abou rayane
» مؤامرة من عقل أناني - قصص اطفال - كرتون اطفال - قصص العربيه - قصص اطفال قبل النوم جديدة 2018 - قصص
الإثنين 21 يناير 2019 - 13:34 من طرف abou rayane
» أفضل قصص اطفال 2017 - قصص العربيه - قصص اطفال قبل النوم - قصص عربيه - Arabic Story
الإثنين 21 يناير 2019 - 13:28 من طرف abou rayane
» YouTube معرفة الرسائل المحذوفة في الواتساب بطريقة سهلة ❌
الأحد 20 يناير 2019 - 23:04 من طرف abou rayane
» فضيحة من العيار الثقيل في مقهى بتطوان ، بكاميرات المراقبة
الأحد 20 يناير 2019 - 22:46 من طرف abou rayane
» أخبار المغرب -نشرة المسائية- الأحد 20 يناير 2019 على القناة الثانية 2M
الأحد 20 يناير 2019 - 22:24 من طرف abou rayane
» أخبار المغرب -نشرة المسائية- الأحد 20 يناير 2019 على القناة الثانية 2M
الأحد 20 يناير 2019 - 22:24 من طرف abou rayane
» [تم الحل]the first rank in Google in 30 days
الأحد 20 يناير 2019 - 22:01 من طرف abou rayane
» Drift Simulator Audi R8 Sports / Car Racing Games / Android Gameplay FHD
الأحد 20 يناير 2019 - 18:19 من طرف abou rayane
» The Mummy Trailer #1 (2017) | Movieclips Trailers
السبت 19 يناير 2019 - 21:50 من طرف abou rayane
» The Mummy Trailer #1 (2017) | Movieclips Trailers
السبت 19 يناير 2019 - 21:49 من طرف abou rayane
» Congressional Democrats pledge to ‘get to the bottom’ of article that alleges Trump directed Cohen to lie to Congress
الجمعة 18 يناير 2019 - 22:36 من طرف abou rayane
» Learn How to use java script programming
الجمعة 18 يناير 2019 - 14:35 من طرف abou rayane
» Great US Sport Moment
الجمعة 18 يناير 2019 - 14:21 من طرف abou rayane
» How to connect any wifi at home
الجمعة 18 يناير 2019 - 9:58 من طرف abou rayane
» Top 10 games offline for phone watch now
الخميس 17 يناير 2019 - 22:30 من طرف abou rayane
» Top 16 new strategy game watch now
الخميس 17 يناير 2019 - 22:09 من طرف abou rayane
» Trump's humburger count jumped from 300 to 1000 overnight
الخميس 17 يناير 2019 - 21:08 من طرف abou rayane
» Lleyton Hewitt accuses Bernard Tomic of 'blackmail' and 'physical' threats
الخميس 17 يناير 2019 - 17:39 من طرف abou rayane
» How to install windows in your PC plaise upvote and watch
الخميس 17 يناير 2019 - 14:36 من طرف abou rayane
» Awesome life hacks for your dog watch and upvote plaise
الخميس 17 يناير 2019 - 14:23 من طرف abou rayane
» How to keep your dog busy while you're at work
الخميس 17 يناير 2019 - 10:06 من طرف abou rayane
» How to keep your dog busy while you're at work
الخميس 17 يناير 2019 - 10:06 من طرف abou rayane
» How to make windows 7 faster watch now
الخميس 17 يناير 2019 - 7:32 من طرف abou rayane
» Four Americans killed, three injured in bomb blast claimed by ISIS in northern Syria
الخميس 17 يناير 2019 - 6:37 من طرف abou rayane
» FBI arrests Georgia man for allegedly plotting to attack the White House
الخميس 17 يناير 2019 - 6:26 من طرف abou rayane
» Boyfriend of Shreveport, Louisiana, police officer Chateri Payne arrested in her killing; officials say he 'concocted' story of mystery gunman
الخميس 17 يناير 2019 - 6:08 من طرف abou rayane
» Boyfriend of Shreveport, Louisiana, police officer Chateri Payne arrested in her killing; officials say he 'concocted' story of mystery gunman
الخميس 17 يناير 2019 - 6:07 من طرف abou rayane
» LOG IN Michael Cohen fears Trump rhetoric could put his family at risk: Sources
الخميس 17 يناير 2019 - 5:31 من طرف abou rayane
» History of the united states watch now
الأربعاء 16 يناير 2019 - 23:30 من طرف abou rayane
» Downise dance watch now
الأربعاء 16 يناير 2019 - 22:28 من طرف abou rayane
» Breaking news:Two explosions gunfire head at a hotel and office...
الأربعاء 16 يناير 2019 - 14:28 من طرف abou rayane
» Jeremy Corbyn tables montion of no confidence after brexit deal defeat
الأربعاء 16 يناير 2019 - 6:53 من طرف abou rayane
» How to enable facebook messenger dark mode on android
الأربعاء 16 يناير 2019 - 5:29 من طرف abou rayane
» Top 10 game same as PC game
الثلاثاء 15 يناير 2019 - 22:25 من طرف abou rayane
» AQUAMAN full movie Big Action and HD Quality
الثلاثاء 15 يناير 2019 - 21:37 من طرف abou rayane
» The ultimate gaming PC $30000 watch NOW
الثلاثاء 15 يناير 2019 - 21:17 من طرف abou rayane
» reedit haked. Some user data stolen
الثلاثاء 15 يناير 2019 - 10:16 من طرف abou rayane