الحمد لله؛ واسع الرحمة، قابل التوبة، شديد النقمة، أهل المغفرة، نحمده على ما هدى وأعطى، ونشكره على ما أغنى وأقنى، وهو رب الأرض والسماوات العلى {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى . لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} [طه:5-6].
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ لا ربّ لنا سواه، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ إمام الأولين والآخرين، وسيد ولد آدم أجمعين، من اتبعه وأطاعه أرضى ربه، وأنجى نفسه، وبنى آخرته، ومن عصاه أوبق نفسه ولن يضر الله تعالى شيئاً، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واستسلموا لأمره، واستقيموا على دينه، وحاذروا طاعة أهل الأهواء فإنهم يوردون أتباعهم المهالك ثم يتبرئون منهم {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ . وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة:166-167].
أيها الناس:
لكل دين ومذهب وفكرة أصول تبنى عليها، وغايات تسعى إليها، وأهداف تريد تحقيقها، ونتائج تنتهي إليها، وأصول الإسلام هي أركانه، وغايته تعبيد الناس لله تعالى وتحريرهم من عبودية ما سواه من الأنداد، ونتيجته صلاح الحياتين، والسعادة في الدارين؛ وذلك لأن جهة الأمر هي جهة الخلق والحكم {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف من الآية:54].
وفي زمن مضى ناكفت الإسلامَ أديان وأفكار أرادت أن تقصيه وتستأصله من نفوس المسلمين بالقوتين الناعمة والقاسية فما أفلحت لا في القضاء على الإسلام، ولا في تحريفه وتشويهه، ولا في ردِّ الناس عنه، ولا في إخراج المسلمين منه؛ حتى إن المنصرين إذا اجتهدوا مع جمع من المسلمين في تنصيرهم بالطعام والدواء والمال والمناصب ثم سألوهم عن أمانيهم بعد اطمئنانهم لتنصرهم كان جواب العامة المفطورين على التوحيد: نريد الحج إلى بيت الله الحرام، فهدموا جهود عشرات السنين من التنصير. ومن جراء ذلك أسلم عدد من المنصرين؛ لأنه لا يمكن أن يكون الإسلام بهذا الثبات والرسوخ في المجتمع البشري إلا لكونه الحق ولكون غيره باطلا.
وفي السنوات الأخيرة، وبعد انتهاء الشيوعية والاشتراكية في العالم، وانتصار الليبرالية والرأسمالية، لم يبقَ أمام الفكر الرأسمالي الليبرالي ليسود الأرض كلها، ويدين به البشر أجمعون إلا هدم الإسلام.
والفكر الليبرالي مبني على أصل واحد، وهو تحطيم القيود التي تقيد الإنسان، وفتح الحرية أمامه، بما فيها القيود الدينية والأخلاقية. بل إن الفكر الليبرالي لم يؤسس إلا على هدم الدين والأخلاق، وتحطيمها باعتبارها قيودا تقيد حرية الإنسان. وأما غايته وهدفه فنقل الإنسان من العبودية لله تعالى إلى عبودية هواه، فيقول ما يشاء، ويفعل ما يشاء، بشرط أن لا ينتهك حرية غيره.
وما الأديان والأخلاق إلا اختيار يختاره الإنسان لنفسه إذا شاء لإشباع روحه، ولكن ليس للدين ولا للأخلاق سلطان على الناس؛ فيستوي الملحد والمؤمن، ويستوي عباد الأوثان مع عباد الرحمن جل وعلا، وتستوي الحيية المتسترة مع الرقيعة المتعرية، وتتساوى المرأة مع الرجل في الحقوق والواجبات. ونتيجته ما نراه من ضياع الأفراد وتفكك الأسرة في المجتمعات الليبرالية الغربية.
إن كثيراً من الناس وهم يعالجون ما يثار في مجتمعات المسلمين من قضايا اختلاط النساء بالرجال، والمحرم للمرأة في السفر، وقوامة الرجل على المرأة، وعمل المرأة وقيادتها للسيارة واستقلالها عن الرجل يبحثون هذه القضايا بحثاً جزئياً مختزلاً مبتوراً عن الاختلاف الكبير بين الإسلام والليبرالية في أصل النظر إلى الإنسان وإلى المرأة ومعاملتها، وحقوقها وواجباتها.
إن الإسلام فرض قوامة الرجال على النساء، وليست فقط قوامة الأزواج على الزوجات، وإنما قوامة الرجل على المرأة {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء من الآية:34].
فالمرأة في رعاية رجل منذ ولادتها إلى أن توسد في قبرها، وكل إخلال بذلك يعود ضرره على المرأة والمجتمع بأسره؛ لأن الله تعالى ما خلق المرأة من الرجل لتستقل عنه وإنما لتركن إليه، وتحتمي به، وتشعر بالأمن معه.
وأما في الفكر الليبرالي الإلحادي؛ فالمرأة مستقلة عن الرجل، ولا سلطان لأحد منهما على الآخر. بل في الليبرالية المتطرِّفة لا يُسمّى الرجل رجلاً ولا المرأة امرأة وإنما هما نوع بشري، يستطيع كل واحد منها أن يحول نفسه إلى ما يريد فتتحول المرأة إلى رجل بالاسترجال، ويتحول الرجل إلى امرأة بالاستئناث.
وفي العلاقات الجنسية جعل الإسلام لها ضوابط ومصارف مشروعة، فالأصل في الفروج التحريم، ولا يحل للرجل ولا للمرأة من الفروج إلا ما أباحه الشرع، وهو الزواج للرجل والمرأة، وملك اليمين للرجل {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ . فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون:5-7].
فحرم الإسلام: الزنا، وعمل قوم لوط، ونكاح المحارم، وفُصل ذلك في القرآن أفضل تفصيل، وشدد فيه {وَلَا تَقْرَبُوا الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأنعام من الآية:151] {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء من الآية:32].
ولما كان الرجل يميل للمرأة لجمالها وأنوثتها ورقتها، والمرأة تميل للرجل لقوته ورجولته وخشونته، وهذا الميل يؤدي إلى العلاقة الحميمية بينهما؛ فإن الله تعالى سد كل طريق يصل المرأة بالرجل، أو يجمعها به؛ لأنها فتنته، وهو فتنتها، واجتماعهما -ولو على تعليم قرآن أو قيام ليل- يؤدي -ولا بد- للوقوع في المحظور؛ لوجود ما يحتاجه كل واحد منهما في الآخر.
فحرّم الإسلام اختلاط النساء بالرجال، وخلوة المرأة بأجنبي عنها، وسفرها بلا محرَم.
وجعل الأصل قرارها في المنزل، وعدم خروجها إلا لحاجة، وإذا خرجت فتحتشم وتتحجب ولا تتعطر إذا كانت تمر برجال أو يرونها. كل هذه الاحتياطات من أجل صيانة الرجل والمرأة من الزنا، وصيانة المجتمع من الفواحش واللقطاء من حمل سفاح.
وكذب من جمع رجلاً بامرأة وادّعى أنه لا تنشأ بينهما علاقة محرّمة، وحوادث التحرُّش بالعاملات في حقول الرجال وابتزازهن أكثر من أن تحصر.
وأما الفكر الليبرالي الإباحي فإنه مبني على الحرية الشخصية، وأن الإنسان يمتلك جسده ذكراً كان أم أنثى، وله أن يفعل به ما يشاء، وأن يهبه لمن يشاء، وأن يظهر منه ما يشاء سوى السوأتين وصدور النساء.
ولا يمنع في الغرب من أي ممارسة جنسية إلا في حالين فقط: حال الإكراه؛ لأن الطرف الآخر لم يرضَ. أو في حال كون أحد الطرفين قاصراً؛ لأن التغرير به متوقع أو حاصل. وأما إذا كانا راشدين راضيين فحلال لهما الزنا والسحاق وعمل قوم لوط ونكاح المحارم، بل ونكاح الحيوانات.
وفي الإسلام لا يكون الحمل وإنجاب الولد إلا من النكاح المشروع دون السفاح، ولا يحل لأحد أن ينسب ولدا ليس له، ولا لولد أن ينتسب لغير أبويه، ولا لأب أن ينفي ولده عنه إلا بأيمان مغلظة تسمى اللعان، وحرَّم الإسلام التبني الذي كان شائعا في الجاهلية.
وأما في الفكر الليبرالي الإلحادي فيجوز الحمل والحصول على الذرية بأي طريق كان مادام أطراف الحمل متراضين؛ ولذا ينتشر عندهم التبني، وتأجير الأرحام، وبيع ماء الرجال. كما ينتشر بشكلٍ أكبر حمل السفاح، وكثير من الأزواج لا يتم زواجهم إلا بعد إنسال عدد من أولادهم قبل الزواج.
فحين تطرح قضايا المرأة وحقوقها لا بد من رد الأمور إلى نصابها، وإرجاع الأفكار إلى أصولها، ولا ننشغل بجزئيات يلبس بها أرباب النفاق، وأصحاب الشهوات على الناس, ويدفعونهم بها إلى المشتبهات لضرب المحكمات، ثم إباحة المحرَّمات، وهذا ما يسعون إليه بكل ما أوتوا من قوة، وقد قال الله تعالى فيهم {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ . رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران:7-8].
بارك الله لي ولكم...
الخطبة الثانية
الحمد لله ربّ العالمين {أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف من الآية:40]، نحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد:33].
أيها المسلمون:
يجب أن نعلم أن الغاية التي يريد الفكر الليبرالي تحقيقها في بلاد المسلمين هي إباحة الزنا والسحاق ونكاح الحيوانات وعمل قوم لوط ونكاح المحارم بشرط التراضي بين طرفي العلاقة، ويندرج ذلك تحت أصل هو من أهم أصول الفكر الليبرالي، وهو الحرية الشخصية، وحماية الخصوصية.
ومعناها أن الإنسان حُرٌّ حرية شخصية في أن يمارس ما شاء من الأفعال بشرط أن لا يعتدي على أحد. فإذا كان طرفا العلاقة المحرّمة شرعاً متراضيين كان منعهما من هذه العلاقة مصادرة لحريتهما الشخصية، وانتهاكا صارخ لخصوصيتهما، ويجب حمايتهما والمطالبة بحقهما.
وهذا الفكر الإلحادي المقصي للدين، والنافي للأخلاق لا يستطيع الليبراليون في بلاد المسلمين إظهاره على حقيقته، أو بيان هدفه وغايته؛ لعلمهم أن المسلمين لا يتقبلونه ولا يرضونه لأنفسهم ومحارمهم، وسيقفون صفاً واحداً لمحاربته؛ ولذا فهم يغزونه من داخله بتقريب المرأة من الرجل بشتى الحيل، وإسقاط النصوص التي تباعد بينهما، وخداع العامة بأنهم يطالبون بحقوق المرأة.
إن الليبرالي حين يطلب الدليل على منع الاختلاط أو قيادة المرأة للسيارة أو نحو ذلك فإنه ليس صادقاً في طلبه، ولا ملتزماً بالدليل الذي يطلبه، ولا معظماً للشرع الذي يتكلم بلسانه؛ فإنه قد ركل بقدمه النجسة محكمات الدين، ونصوصه القطعية، ولم يأبه بها.
إن الغاية التي يريد الليبراليون تحقيقها في بلاد المسلمين هي أن يتأبط الليبرالي الفاسق أختك أو ابنتك ويسير بها إلى فراشه أمامك ولا تستطيع فعل شيء؛ لأن القانون يحميه تحت بند الحرية الشخصية. إنه يريد مصاحبة زوجتك من ورائك فإذا علمت عن ذلك لم تستطع فعل شيء؛ لأن طلاقك لها يمنحها نصف ثروتك فتتمتع هي وإياه بمالك كما تمتع هو بزوجتك.
إن في الغرب آباءً صالحين وإخواناً صالحين وأزواجاً صالحين لا يريدون الخنا لبناتهم ولا لأخواتهم ولا لزوجاتهم ولكنهم لا يستطيعون فعل شيء لحفظ بناتهم وأخواتهم وزوجاتهم من وحوش الرجال؛ لأن الحرية سادت وأُقصِيَ الدين والأخلاق.
إن الليبراليين العرب لا يهمهم شأن المرأة ولا حقوقها، ولا أي شيء يتعلق بها إلا جانب الشهوة واللذة؛ ولذا انحصرت كل مطالبهم في تقريب المرأة من الرجل، وكسر الحواجز الشرعية والأخلاقية التي بينهما؛ فلا يطالبون بحقوق مطلقات ولا معضولات ولا عوانس حرمن الزوج والأسرة، ولا يطالبون بحقوق معلقات مكثن سنوات لا مطلقات ولا متزوجات، ولا يطالبون بحقوق أمهات حرمن أولادهن، ولا بحقوق نساء أكل ميراثهن، ولا بحقوق بنات أكرهن على الزواج ممن لا يردن. ومجتمعنا يعج بمثل هذه المشكلات، وبالنساء المكلومات المظلومات.
أتدرون لماذا لا يطالبون بحقوقهن، ولا يبحثون مشاكلهن، ولا يعرضونها في قنواتهم وصحافتهم؛ لأن حل هذه المشكلات لا يقرب المرأة من الرجل، ولا يحقق الغاية الليبرالية وهي نشر الفواحش في الناس.
إن هم إلا متقوقعون على نشر ثقافة الاختلاط، وكسر الحياء، وقيادة المرأة للسيارة. بالله عليكم أيهما أولى بالرعاية والحق: امرأة حُرِمَت أولادها سنوات تريد رؤيتهم والجلوس معهم. أم فتاة تريد اللعب خلف المقود؟! يا لوضاعة المطالب الليبرالية.
إن غايتهم إباحة الزنا والسحاق وعمل قوم لوط ونكاح المحارم كما هو في الغرب، وحماية ذلك بقانون الحرية الشخصية واحترام الخصوصية، فمن رضي لأهله وأسرته ومجتمعه ذلك فليقف صفاً واحداً مع الليبراليين في مطالبهم. {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء:27].
وصلوا وسلموا على نبيكم..
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ لا ربّ لنا سواه، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ إمام الأولين والآخرين، وسيد ولد آدم أجمعين، من اتبعه وأطاعه أرضى ربه، وأنجى نفسه، وبنى آخرته، ومن عصاه أوبق نفسه ولن يضر الله تعالى شيئاً، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
أما بعد:
فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واستسلموا لأمره، واستقيموا على دينه، وحاذروا طاعة أهل الأهواء فإنهم يوردون أتباعهم المهالك ثم يتبرئون منهم {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ . وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [البقرة:166-167].
أيها الناس:
لكل دين ومذهب وفكرة أصول تبنى عليها، وغايات تسعى إليها، وأهداف تريد تحقيقها، ونتائج تنتهي إليها، وأصول الإسلام هي أركانه، وغايته تعبيد الناس لله تعالى وتحريرهم من عبودية ما سواه من الأنداد، ونتيجته صلاح الحياتين، والسعادة في الدارين؛ وذلك لأن جهة الأمر هي جهة الخلق والحكم {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف من الآية:54].
وفي زمن مضى ناكفت الإسلامَ أديان وأفكار أرادت أن تقصيه وتستأصله من نفوس المسلمين بالقوتين الناعمة والقاسية فما أفلحت لا في القضاء على الإسلام، ولا في تحريفه وتشويهه، ولا في ردِّ الناس عنه، ولا في إخراج المسلمين منه؛ حتى إن المنصرين إذا اجتهدوا مع جمع من المسلمين في تنصيرهم بالطعام والدواء والمال والمناصب ثم سألوهم عن أمانيهم بعد اطمئنانهم لتنصرهم كان جواب العامة المفطورين على التوحيد: نريد الحج إلى بيت الله الحرام، فهدموا جهود عشرات السنين من التنصير. ومن جراء ذلك أسلم عدد من المنصرين؛ لأنه لا يمكن أن يكون الإسلام بهذا الثبات والرسوخ في المجتمع البشري إلا لكونه الحق ولكون غيره باطلا.
وفي السنوات الأخيرة، وبعد انتهاء الشيوعية والاشتراكية في العالم، وانتصار الليبرالية والرأسمالية، لم يبقَ أمام الفكر الرأسمالي الليبرالي ليسود الأرض كلها، ويدين به البشر أجمعون إلا هدم الإسلام.
والفكر الليبرالي مبني على أصل واحد، وهو تحطيم القيود التي تقيد الإنسان، وفتح الحرية أمامه، بما فيها القيود الدينية والأخلاقية. بل إن الفكر الليبرالي لم يؤسس إلا على هدم الدين والأخلاق، وتحطيمها باعتبارها قيودا تقيد حرية الإنسان. وأما غايته وهدفه فنقل الإنسان من العبودية لله تعالى إلى عبودية هواه، فيقول ما يشاء، ويفعل ما يشاء، بشرط أن لا ينتهك حرية غيره.
وما الأديان والأخلاق إلا اختيار يختاره الإنسان لنفسه إذا شاء لإشباع روحه، ولكن ليس للدين ولا للأخلاق سلطان على الناس؛ فيستوي الملحد والمؤمن، ويستوي عباد الأوثان مع عباد الرحمن جل وعلا، وتستوي الحيية المتسترة مع الرقيعة المتعرية، وتتساوى المرأة مع الرجل في الحقوق والواجبات. ونتيجته ما نراه من ضياع الأفراد وتفكك الأسرة في المجتمعات الليبرالية الغربية.
إن كثيراً من الناس وهم يعالجون ما يثار في مجتمعات المسلمين من قضايا اختلاط النساء بالرجال، والمحرم للمرأة في السفر، وقوامة الرجل على المرأة، وعمل المرأة وقيادتها للسيارة واستقلالها عن الرجل يبحثون هذه القضايا بحثاً جزئياً مختزلاً مبتوراً عن الاختلاف الكبير بين الإسلام والليبرالية في أصل النظر إلى الإنسان وإلى المرأة ومعاملتها، وحقوقها وواجباتها.
إن الإسلام فرض قوامة الرجال على النساء، وليست فقط قوامة الأزواج على الزوجات، وإنما قوامة الرجل على المرأة {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء من الآية:34].
فالمرأة في رعاية رجل منذ ولادتها إلى أن توسد في قبرها، وكل إخلال بذلك يعود ضرره على المرأة والمجتمع بأسره؛ لأن الله تعالى ما خلق المرأة من الرجل لتستقل عنه وإنما لتركن إليه، وتحتمي به، وتشعر بالأمن معه.
وأما في الفكر الليبرالي الإلحادي؛ فالمرأة مستقلة عن الرجل، ولا سلطان لأحد منهما على الآخر. بل في الليبرالية المتطرِّفة لا يُسمّى الرجل رجلاً ولا المرأة امرأة وإنما هما نوع بشري، يستطيع كل واحد منها أن يحول نفسه إلى ما يريد فتتحول المرأة إلى رجل بالاسترجال، ويتحول الرجل إلى امرأة بالاستئناث.
وفي العلاقات الجنسية جعل الإسلام لها ضوابط ومصارف مشروعة، فالأصل في الفروج التحريم، ولا يحل للرجل ولا للمرأة من الفروج إلا ما أباحه الشرع، وهو الزواج للرجل والمرأة، وملك اليمين للرجل {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ . فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون:5-7].
فحرم الإسلام: الزنا، وعمل قوم لوط، ونكاح المحارم، وفُصل ذلك في القرآن أفضل تفصيل، وشدد فيه {وَلَا تَقْرَبُوا الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} [الأنعام من الآية:151] {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [الإسراء من الآية:32].
ولما كان الرجل يميل للمرأة لجمالها وأنوثتها ورقتها، والمرأة تميل للرجل لقوته ورجولته وخشونته، وهذا الميل يؤدي إلى العلاقة الحميمية بينهما؛ فإن الله تعالى سد كل طريق يصل المرأة بالرجل، أو يجمعها به؛ لأنها فتنته، وهو فتنتها، واجتماعهما -ولو على تعليم قرآن أو قيام ليل- يؤدي -ولا بد- للوقوع في المحظور؛ لوجود ما يحتاجه كل واحد منهما في الآخر.
فحرّم الإسلام اختلاط النساء بالرجال، وخلوة المرأة بأجنبي عنها، وسفرها بلا محرَم.
وجعل الأصل قرارها في المنزل، وعدم خروجها إلا لحاجة، وإذا خرجت فتحتشم وتتحجب ولا تتعطر إذا كانت تمر برجال أو يرونها. كل هذه الاحتياطات من أجل صيانة الرجل والمرأة من الزنا، وصيانة المجتمع من الفواحش واللقطاء من حمل سفاح.
وكذب من جمع رجلاً بامرأة وادّعى أنه لا تنشأ بينهما علاقة محرّمة، وحوادث التحرُّش بالعاملات في حقول الرجال وابتزازهن أكثر من أن تحصر.
وأما الفكر الليبرالي الإباحي فإنه مبني على الحرية الشخصية، وأن الإنسان يمتلك جسده ذكراً كان أم أنثى، وله أن يفعل به ما يشاء، وأن يهبه لمن يشاء، وأن يظهر منه ما يشاء سوى السوأتين وصدور النساء.
ولا يمنع في الغرب من أي ممارسة جنسية إلا في حالين فقط: حال الإكراه؛ لأن الطرف الآخر لم يرضَ. أو في حال كون أحد الطرفين قاصراً؛ لأن التغرير به متوقع أو حاصل. وأما إذا كانا راشدين راضيين فحلال لهما الزنا والسحاق وعمل قوم لوط ونكاح المحارم، بل ونكاح الحيوانات.
وفي الإسلام لا يكون الحمل وإنجاب الولد إلا من النكاح المشروع دون السفاح، ولا يحل لأحد أن ينسب ولدا ليس له، ولا لولد أن ينتسب لغير أبويه، ولا لأب أن ينفي ولده عنه إلا بأيمان مغلظة تسمى اللعان، وحرَّم الإسلام التبني الذي كان شائعا في الجاهلية.
وأما في الفكر الليبرالي الإلحادي فيجوز الحمل والحصول على الذرية بأي طريق كان مادام أطراف الحمل متراضين؛ ولذا ينتشر عندهم التبني، وتأجير الأرحام، وبيع ماء الرجال. كما ينتشر بشكلٍ أكبر حمل السفاح، وكثير من الأزواج لا يتم زواجهم إلا بعد إنسال عدد من أولادهم قبل الزواج.
فحين تطرح قضايا المرأة وحقوقها لا بد من رد الأمور إلى نصابها، وإرجاع الأفكار إلى أصولها، ولا ننشغل بجزئيات يلبس بها أرباب النفاق، وأصحاب الشهوات على الناس, ويدفعونهم بها إلى المشتبهات لضرب المحكمات، ثم إباحة المحرَّمات، وهذا ما يسعون إليه بكل ما أوتوا من قوة، وقد قال الله تعالى فيهم {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ . رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران:7-8].
بارك الله لي ولكم...
الخطبة الثانية
الحمد لله ربّ العالمين {أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف من الآية:40]، نحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله تعالى وأطيعوه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [محمد:33].
أيها المسلمون:
يجب أن نعلم أن الغاية التي يريد الفكر الليبرالي تحقيقها في بلاد المسلمين هي إباحة الزنا والسحاق ونكاح الحيوانات وعمل قوم لوط ونكاح المحارم بشرط التراضي بين طرفي العلاقة، ويندرج ذلك تحت أصل هو من أهم أصول الفكر الليبرالي، وهو الحرية الشخصية، وحماية الخصوصية.
ومعناها أن الإنسان حُرٌّ حرية شخصية في أن يمارس ما شاء من الأفعال بشرط أن لا يعتدي على أحد. فإذا كان طرفا العلاقة المحرّمة شرعاً متراضيين كان منعهما من هذه العلاقة مصادرة لحريتهما الشخصية، وانتهاكا صارخ لخصوصيتهما، ويجب حمايتهما والمطالبة بحقهما.
وهذا الفكر الإلحادي المقصي للدين، والنافي للأخلاق لا يستطيع الليبراليون في بلاد المسلمين إظهاره على حقيقته، أو بيان هدفه وغايته؛ لعلمهم أن المسلمين لا يتقبلونه ولا يرضونه لأنفسهم ومحارمهم، وسيقفون صفاً واحداً لمحاربته؛ ولذا فهم يغزونه من داخله بتقريب المرأة من الرجل بشتى الحيل، وإسقاط النصوص التي تباعد بينهما، وخداع العامة بأنهم يطالبون بحقوق المرأة.
إن الليبرالي حين يطلب الدليل على منع الاختلاط أو قيادة المرأة للسيارة أو نحو ذلك فإنه ليس صادقاً في طلبه، ولا ملتزماً بالدليل الذي يطلبه، ولا معظماً للشرع الذي يتكلم بلسانه؛ فإنه قد ركل بقدمه النجسة محكمات الدين، ونصوصه القطعية، ولم يأبه بها.
إن الغاية التي يريد الليبراليون تحقيقها في بلاد المسلمين هي أن يتأبط الليبرالي الفاسق أختك أو ابنتك ويسير بها إلى فراشه أمامك ولا تستطيع فعل شيء؛ لأن القانون يحميه تحت بند الحرية الشخصية. إنه يريد مصاحبة زوجتك من ورائك فإذا علمت عن ذلك لم تستطع فعل شيء؛ لأن طلاقك لها يمنحها نصف ثروتك فتتمتع هي وإياه بمالك كما تمتع هو بزوجتك.
إن في الغرب آباءً صالحين وإخواناً صالحين وأزواجاً صالحين لا يريدون الخنا لبناتهم ولا لأخواتهم ولا لزوجاتهم ولكنهم لا يستطيعون فعل شيء لحفظ بناتهم وأخواتهم وزوجاتهم من وحوش الرجال؛ لأن الحرية سادت وأُقصِيَ الدين والأخلاق.
إن الليبراليين العرب لا يهمهم شأن المرأة ولا حقوقها، ولا أي شيء يتعلق بها إلا جانب الشهوة واللذة؛ ولذا انحصرت كل مطالبهم في تقريب المرأة من الرجل، وكسر الحواجز الشرعية والأخلاقية التي بينهما؛ فلا يطالبون بحقوق مطلقات ولا معضولات ولا عوانس حرمن الزوج والأسرة، ولا يطالبون بحقوق معلقات مكثن سنوات لا مطلقات ولا متزوجات، ولا يطالبون بحقوق أمهات حرمن أولادهن، ولا بحقوق نساء أكل ميراثهن، ولا بحقوق بنات أكرهن على الزواج ممن لا يردن. ومجتمعنا يعج بمثل هذه المشكلات، وبالنساء المكلومات المظلومات.
أتدرون لماذا لا يطالبون بحقوقهن، ولا يبحثون مشاكلهن، ولا يعرضونها في قنواتهم وصحافتهم؛ لأن حل هذه المشكلات لا يقرب المرأة من الرجل، ولا يحقق الغاية الليبرالية وهي نشر الفواحش في الناس.
إن هم إلا متقوقعون على نشر ثقافة الاختلاط، وكسر الحياء، وقيادة المرأة للسيارة. بالله عليكم أيهما أولى بالرعاية والحق: امرأة حُرِمَت أولادها سنوات تريد رؤيتهم والجلوس معهم. أم فتاة تريد اللعب خلف المقود؟! يا لوضاعة المطالب الليبرالية.
إن غايتهم إباحة الزنا والسحاق وعمل قوم لوط ونكاح المحارم كما هو في الغرب، وحماية ذلك بقانون الحرية الشخصية واحترام الخصوصية، فمن رضي لأهله وأسرته ومجتمعه ذلك فليقف صفاً واحداً مع الليبراليين في مطالبهم. {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النساء:27].
وصلوا وسلموا على نبيكم..
الأربعاء 20 أبريل 2022 - 0:21 من طرف Admin
» مجانا فرصة لا تعوض في منتدى الفيديوهات و بناء على طلبكم إلى غاية نهاية شهر مارس المقبل , بدون الحاجة إلى تسجيل شارك معنا فيديوهاتك أو مقالاتك أو صورك و اكسب مشاهدات حقيقية بمشاطرتها في مواقع التواصل الإجتماعي ...بادر الآن من هنا و اضغط موضوع جديد...
الخميس 14 فبراير 2019 - 13:46 من طرف abou rayane
» Cole Beasley Says Front Office Dictates Who Gets Balls; S. Jones Responds
الخميس 31 يناير 2019 - 8:42 من طرف abou rayane
» California-Based Pipeline Health Expands in Dallas Area, Buys 22 Stand-Alone Emergency Rooms
الخميس 31 يناير 2019 - 8:11 من طرف Admin
» 30 GENIUS HACKS FOR YOUR LIFE
الأربعاء 30 يناير 2019 - 21:38 من طرف abou rayane
» Hack facebook account in 3 steps watch now
الأربعاء 30 يناير 2019 - 14:24 من طرف abou rayane
» Top 5 Programming Languages to Learn to Get a Job at Google, Facebook, Microsoft, etc.
الأربعاء 30 يناير 2019 - 13:38 من طرف abou rayane
» Introduction to Programming
الأربعاء 30 يناير 2019 - 13:28 من طرف abou rayane
» Learn JavaScript - Full Course for Beginners
الأربعاء 30 يناير 2019 - 11:49 من طرف abou rayane
» News On WWE's Second WWE Championship Belt Design For Daniel Bryan
الأربعاء 30 يناير 2019 - 7:19 من طرف Admin
» Hundreds of Texans Attend Funeral of Unknown Veteran
الأربعاء 30 يناير 2019 - 7:08 من طرف Admin
» California-Based Pipeline Health Expands in Dallas Area, Buys 22 Stand-Alone Emergency Rooms
الأربعاء 30 يناير 2019 - 6:52 من طرف Admin
» Military Recruits Getting Made-in-the-USA Athletic Trainers
الأربعاء 30 يناير 2019 - 0:44 من طرف abou rayane
» Arkansas Man Pleads Guilty to Attempted Plane Theft Charge
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 23:58 من طرف abou rayane
» Police Dog Killed Trying to Stop Armed Suspect: Sheriff
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 23:45 من طرف abou rayane
» List of 95,000 Potential Non-Citizen Voters 'May Have Been Overstated,' Texas Secretary of State Tells Counties
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 23:21 من طرف abou rayane
» WWE Confirms Dean Ambrose Will Not Be Renewing His Contract
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 22:56 من طرف abou rayane
» Arctic Cold Front Moving Across North Texas
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 7:00 من طرف abou rayane
» Multiple Police Officers Injured in Houston Shooting
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 6:38 من طرف abou rayane
» OTS_MOBILE_DFW HOME LATEST NEWS SPORTS CONNECTION SEVERE WEATHER Broken Clouds 43° TRAFFIC ENTERTAINMENT LOCAL Police Chief: Crime in Houston Down 4.4 Percent in 2018
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 5:43 من طرف abou rayane
» challenged Brock Lesnar to a Universal Championship Match at WrestleMania
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 5:27 من طرف abou rayane
» Painter Recreates Religious Artworks for East Texas Diocese
الثلاثاء 29 يناير 2019 - 0:28 من طرف abou rayane
» Dragon Ball FighterZ Season 2 DLC Confirmed
الإثنين 28 يناير 2019 - 22:29 من طرف abou rayane
» Dragon Ball FighterZ Season 2 DLC Confirmed
الإثنين 28 يناير 2019 - 22:29 من طرف abou rayane
» ION MAIDEN In-game findings
الإثنين 28 يناير 2019 - 21:25 من طرف abou rayane
» 'It was not fun': How Drew Smyly's long road back from Tommy John surgery puts him in same boat as much of Rangers' pitching rotation
الإثنين 28 يناير 2019 - 14:50 من طرف abou rayane
» 2 Fort Bliss Soldiers Killed in Training Crash Identified
الإثنين 28 يناير 2019 - 14:31 من طرف abou rayane
» 20,000 Leagues Above the Clouds nous dit adieu
الإثنين 28 يناير 2019 - 13:28 من طرف abou rayane
» Metro Exodus prendra beaucoup de place
الإثنين 28 يناير 2019 - 13:16 من طرف abou rayane
» WWE Raw preview, Jan. 28, 2019: Seth Rollins “burns it down” en route to WrestleMania main event
الإثنين 28 يناير 2019 - 11:57 من طرف abou rayane
» THE 20 MOST INSANE TV CROSSOVERS, RANKED
الإثنين 28 يناير 2019 - 11:36 من طرف abou rayane
» The problem of media in the United States of America
الإثنين 28 يناير 2019 - 9:55 من طرف abou rayane
» WWE Royal Rumble 2019 Highlights HD - 30 Men's Royal Rumble Full Match 2019 Highlights
الإثنين 28 يناير 2019 - 8:28 من طرف abou rayane
» WWE Royal Rumble 2019 Highlights HD - 30 Men's Royal Rumble Full Match 2019 Highlights
الإثنين 28 يناير 2019 - 8:28 من طرف abou rayane
» South Texas Beef Processor Filed for Chapter 11 Protection
الإثنين 28 يناير 2019 - 6:34 من طرف abou rayane
» 2019 Women’s Royal Rumble Match: photos 1/58 Presented by WWE Photo 1/58 Presented by WWE Photo Related Galleries
الإثنين 28 يناير 2019 - 6:05 من طرف abou rayane
» 1/19 Alexa Bliss hits the scene to host “A Moment of Bliss.”
الإثنين 28 يناير 2019 - 5:47 من طرف abou rayane
» No Permit for Texas Float Fest Amid Increasing Attendance
الإثنين 28 يناير 2019 - 5:27 من طرف abou rayane
» Texas Plans $320 Million Psychiatric Hospital in San Antonio
الإثنين 28 يناير 2019 - 0:01 من طرف abou rayane
» 12-Year-Old Boy Charged in Slaying of South Texas Boxer
الأحد 27 يناير 2019 - 23:12 من طرف abou rayane
» 58,000 Non-U.S. Citizens Voted in Texas State Elections, Attorney General Paxton Says
الأحد 27 يناير 2019 - 22:33 من طرف abou rayane
» Lana Del Rey - Video Games (Official Music Video)
الأحد 27 يناير 2019 - 19:52 من طرف abou rayane
» بعد حادث ترامواي البيضاء..شهادات صادمة حول الحادث من قلب الحدث وهاكيفاش دخل الرموك فالترامواي
الأحد 27 يناير 2019 - 18:29 من طرف abou rayane
» Ronda Rousey has trashed reports she is set to hang up the spandex and step out of the WWE spotlight to start a family.
الأحد 27 يناير 2019 - 18:08 من طرف abou rayane
» WWE NXT "Takeover: Phoenix" Results - New Champions Crowned, Aleister Black Vs. Tommaso Ciampa, More
الأحد 27 يناير 2019 - 17:49 من طرف abou rayane
» 2019 WWE ROYAL RUMBLE MATCHES, CARD, DATE, ENTRANTS, LOCATION, START TIME, RUMORS, PREDICTION
الجمعة 25 يناير 2019 - 16:09 من طرف abou rayane
» YouTube حاول عدم الضحك * نسخة صعبة من التحدي* ضحك بلا حدود هههههههههههههههه
الخميس 24 يناير 2019 - 22:21 من طرف abou rayane
» مهاجمة مراكز الجاذبية التشغيلية للقاعدة
الخميس 24 يناير 2019 - 0:57 من طرف abou rayane
» لديك رابط فيديو أو صورة أو مقالة .. أدخل الآن و اجلب لها مشاهدات
الأربعاء 23 يناير 2019 - 20:34 من طرف abou rayane
» فكاهة قدور و عويشة جديد
الأربعاء 23 يناير 2019 - 13:29 من طرف abou rayane
» YouTube ملخص مباراة البحرين وكوريا الجنوبية 1-2
الثلاثاء 22 يناير 2019 - 22:32 من طرف abou rayane
» YouTube ملخص مباراة العراق وقطر 1-0 هدف قاتل لمنتخب القطري كأس آسيا 2019
الثلاثاء 22 يناير 2019 - 22:28 من طرف abou rayane
» حكيم زياش يبدع ضد بايرن ميونيخ ويبهدل ريبيري ويقود فريقه لتعادل مجنون بـ 3:3 في الدقيقة +94
الثلاثاء 22 يناير 2019 - 22:14 من طرف abou rayane
» عبـدالرزاق حمداللـه يبدع بسوبر هاتريك عالمي ويسجل ثمانية اهداف في مبارتين متتاليتين فقط
الثلاثاء 22 يناير 2019 - 21:50 من طرف abou rayane
» YouTube ملخص مباراة يوفنتوس وكيفو فيرونا 3-0 تألق رونالدو - شوط مجنون HD
الثلاثاء 22 يناير 2019 - 18:14 من طرف abou rayane
» YouTube هكذا قضى رونالدو على احلام برشلونة وأوقف سلسلة اللا هزيمة ● بصوت رؤوف خليف ● HD
الإثنين 21 يناير 2019 - 22:33 من طرف abou rayane
» YouTube ملخص مباراة برشلونة ومانشستر يونايتد [نهائي الابطال 2009] تعليق عصام الشوالي HD
الإثنين 21 يناير 2019 - 22:31 من طرف abou rayane
» YouTube عندما تواجه ميسي ورونالدو لاول مرة _ملخص برشلونة ومانشستر يونايتد 2008 وجنون الشوالي HD
الإثنين 21 يناير 2019 - 22:28 من طرف abou rayane
» ركلات الترجيح مباراة استراليا واوزبكستان 4-2
الإثنين 21 يناير 2019 - 22:22 من طرف abou rayane
» YouTube ملخص مباراة السعوديه واليابان 0-1 الاخضر يودع البطولة وجنون رؤوف خليف
الإثنين 21 يناير 2019 - 22:17 من طرف abou rayane
» YouTube شاهد غضب أشهر اللاعبين عندما استبدلهم المدرب ● مشاجرات قاتلة ● لن تتوقع ماذا حدث ...!!
الإثنين 21 يناير 2019 - 13:44 من طرف abou rayane
» سوحليفة: الحلقة 25 | Souhlifa: Episode 25
الإثنين 21 يناير 2019 - 13:39 من طرف abou rayane
» مؤامرة من عقل أناني - قصص اطفال - كرتون اطفال - قصص العربيه - قصص اطفال قبل النوم جديدة 2018 - قصص
الإثنين 21 يناير 2019 - 13:34 من طرف abou rayane
» أفضل قصص اطفال 2017 - قصص العربيه - قصص اطفال قبل النوم - قصص عربيه - Arabic Story
الإثنين 21 يناير 2019 - 13:28 من طرف abou rayane
» YouTube معرفة الرسائل المحذوفة في الواتساب بطريقة سهلة ❌
الأحد 20 يناير 2019 - 23:04 من طرف abou rayane
» فضيحة من العيار الثقيل في مقهى بتطوان ، بكاميرات المراقبة
الأحد 20 يناير 2019 - 22:46 من طرف abou rayane
» أخبار المغرب -نشرة المسائية- الأحد 20 يناير 2019 على القناة الثانية 2M
الأحد 20 يناير 2019 - 22:24 من طرف abou rayane
» أخبار المغرب -نشرة المسائية- الأحد 20 يناير 2019 على القناة الثانية 2M
الأحد 20 يناير 2019 - 22:24 من طرف abou rayane
» [تم الحل]the first rank in Google in 30 days
الأحد 20 يناير 2019 - 22:01 من طرف abou rayane
» Drift Simulator Audi R8 Sports / Car Racing Games / Android Gameplay FHD
الأحد 20 يناير 2019 - 18:19 من طرف abou rayane
» The Mummy Trailer #1 (2017) | Movieclips Trailers
السبت 19 يناير 2019 - 21:50 من طرف abou rayane
» The Mummy Trailer #1 (2017) | Movieclips Trailers
السبت 19 يناير 2019 - 21:49 من طرف abou rayane
» Congressional Democrats pledge to ‘get to the bottom’ of article that alleges Trump directed Cohen to lie to Congress
الجمعة 18 يناير 2019 - 22:36 من طرف abou rayane
» Learn How to use java script programming
الجمعة 18 يناير 2019 - 14:35 من طرف abou rayane
» Great US Sport Moment
الجمعة 18 يناير 2019 - 14:21 من طرف abou rayane
» How to connect any wifi at home
الجمعة 18 يناير 2019 - 9:58 من طرف abou rayane
» Top 10 games offline for phone watch now
الخميس 17 يناير 2019 - 22:30 من طرف abou rayane
» Top 16 new strategy game watch now
الخميس 17 يناير 2019 - 22:09 من طرف abou rayane
» Trump's humburger count jumped from 300 to 1000 overnight
الخميس 17 يناير 2019 - 21:08 من طرف abou rayane
» Lleyton Hewitt accuses Bernard Tomic of 'blackmail' and 'physical' threats
الخميس 17 يناير 2019 - 17:39 من طرف abou rayane
» How to install windows in your PC plaise upvote and watch
الخميس 17 يناير 2019 - 14:36 من طرف abou rayane
» Awesome life hacks for your dog watch and upvote plaise
الخميس 17 يناير 2019 - 14:23 من طرف abou rayane
» How to keep your dog busy while you're at work
الخميس 17 يناير 2019 - 10:06 من طرف abou rayane
» How to keep your dog busy while you're at work
الخميس 17 يناير 2019 - 10:06 من طرف abou rayane
» How to make windows 7 faster watch now
الخميس 17 يناير 2019 - 7:32 من طرف abou rayane
» Four Americans killed, three injured in bomb blast claimed by ISIS in northern Syria
الخميس 17 يناير 2019 - 6:37 من طرف abou rayane
» FBI arrests Georgia man for allegedly plotting to attack the White House
الخميس 17 يناير 2019 - 6:26 من طرف abou rayane
» Boyfriend of Shreveport, Louisiana, police officer Chateri Payne arrested in her killing; officials say he 'concocted' story of mystery gunman
الخميس 17 يناير 2019 - 6:08 من طرف abou rayane
» Boyfriend of Shreveport, Louisiana, police officer Chateri Payne arrested in her killing; officials say he 'concocted' story of mystery gunman
الخميس 17 يناير 2019 - 6:07 من طرف abou rayane
» LOG IN Michael Cohen fears Trump rhetoric could put his family at risk: Sources
الخميس 17 يناير 2019 - 5:31 من طرف abou rayane
» History of the united states watch now
الأربعاء 16 يناير 2019 - 23:30 من طرف abou rayane
» Downise dance watch now
الأربعاء 16 يناير 2019 - 22:28 من طرف abou rayane
» Breaking news:Two explosions gunfire head at a hotel and office...
الأربعاء 16 يناير 2019 - 14:28 من طرف abou rayane
» Jeremy Corbyn tables montion of no confidence after brexit deal defeat
الأربعاء 16 يناير 2019 - 6:53 من طرف abou rayane
» How to enable facebook messenger dark mode on android
الأربعاء 16 يناير 2019 - 5:29 من طرف abou rayane
» Top 10 game same as PC game
الثلاثاء 15 يناير 2019 - 22:25 من طرف abou rayane
» AQUAMAN full movie Big Action and HD Quality
الثلاثاء 15 يناير 2019 - 21:37 من طرف abou rayane
» The ultimate gaming PC $30000 watch NOW
الثلاثاء 15 يناير 2019 - 21:17 من طرف abou rayane
» reedit haked. Some user data stolen
الثلاثاء 15 يناير 2019 - 10:16 من طرف abou rayane