منتديات إفادة المغربية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات إفادة المغربية

مرحبا بكم منتديات إفادة المغربية .... جميعا قلب واحد من أجل غد أفضل ..!


    نجاح الأم في اكتساب ثقة ابنتها يخلق بينهما صداقة حقيقية

    nouha
    nouha


    نجاح الأم في اكتساب ثقة ابنتها يخلق بينهما صداقة حقيقية Empty نجاح الأم في اكتساب ثقة ابنتها يخلق بينهما صداقة حقيقية

    مُساهمة من طرف nouha الثلاثاء 5 نوفمبر 2013 - 17:10

    عمان- تعد الصداقة بين الأم وابنتها مهمة وضرورية لحماية الابنة من متغيرات الحياة السريعة التي تهدد شخصيتها وتؤثر عليها، فلا شيء ينقذها من ذلك الخطر سوى ارتباطها القوي بأمها التي تعد بر الأمان بالنسبة لها.
    فكثيرا ما تحاول الابنة البحث عن أحد يساعدها في حل مشكلاتها والاستماع إلى همومها، فهي بحاجة إلى قلب كبير يحرص على مصلحتها ويشاركها أحلامها وطموحاتها، ولن تجد قلبا يحبها ويخاف عليها سوى قلب أمها، الذي يرعاها بالحب والحنان والتوجيهات الواعية الحكيمة، التي تنبع من الخبرة الطويلة، ولهذا السبب تعد الصداقة بين الأم وابنتها السبيل الوحيد للخروج من أي مشكلة قد تقع فيها الفتاة.
    فهذه الصداقة الحقيقية التي تنشأ كافية لتحمي الفتاة وتحصنها وتعطيها الفرصة لكسر حواجز نفسية قد تعيقها عن مصارحة أمها في أي مشكلة قد تتعرض لها أو تواجهها، وستمكنها من الحصول على ما تريده بدون أن تضطر للكذب، فبناء مثل هذه العلاقة الواعية التي تعتمد في أساسها على المصارحة والمكاشفة مع تفهم جيد لكل ما تشعر به الفتاة ضروري للتقليل من حيرتها وقلقها، ولذلك تسهم هذه العلاقة المهمة في تخليص الفتاة من تلك المخاوف التي قد تسيطر عليها، نتيجة افتقادها لاهتمام أمها ورعايتها.
    والأم عندما تبني علاقة صداقة مع ابنتها، لا بد لها أن تكون على اطلاع جيد بكل ما يجري حولها من تطورات وتغيرات، حتى تتمكن من مواكبتها، الأمر الذي سيساعدها على التقرب من ابنتها وفهم احتياجاتها التي لا حصر لها.
    وتحمل الأم على عاتقها مسؤولية كبيرة في توجيه ابنتها وتقويم سلوكها الذي قد يتأثر نتيجة التغيرات الكثيرة، والتي تعد خطرا حقيقيا يهدد شخصية الفتاة القابلة للتغير والانحراف حسب ما تقتضيه القيم والأخلاق، وحتى لا تقع ضحية لأهوائها، فواجب الأم أن ترعاها وتحميها، ولن يتحقق ذلك إلا إذا استطاعت الأم أن ترسم لابنتها الخطوات الأولى والأساسية في مشوار حياتها وتسليحها بالمبادئ المهمة والضرورية التي تضمن لها حياة هادئة ومتزنة خالية من المشاكل.
    ويقف نجاح هذه العلاقة على قدرة الأم على منح ابنتها الاهتمام والحب والثقة، فمن الصعب أن تقوم علاقة صداقة حقيقية، إلا إذا تمكنت الأم من مشاركة ابنتها اهتماماتها وهواياتها وإعطائها فرصة للتعبير عن مشاعرها والاستماع إلى آرائها وأفكارها بدون اللجوء إلى الرفض الصريح أو معارضتها وتعنيفها.
    ومن حق الفتاة على أمها أن توضح لها وجهة نظرها في أي موضوع تريد الاستفسار عنه بأسلوب حكيم وعقلاني مبتعدة تماما عن كونها أم، ولكي تستطيع الأم التقرب من ابنتها فعليها أن تلعب دور الصديقة المخلصة والمحبة والتي تحرص على مصلحة صديقتها وتخصها بالنصيحة الصادقة البعيدة عن صيغة الأمر، فلا أحد منا يتقبل ذلك الكم الهائل من الأوامر المغلفة بالقسوة، واستخدام الأهل لهذه الطريقة يؤدي إلى تعنت الأبناء بآرائهم، الأمر الذي قد يدفعهم إلى الخروج عن قوانين الأسرة.
    وحتى تجنب الأم ابنتها الوقوع في الضياع واللجوء إلى أشخاص ينقصهم الوعي أو ممن حكم عليهم بالضياع مدى الحياة، والسبب وراء ذلك أنها لم تجد من ينقذها وينصحها، ويبين لها الخطأ من الصواب، ما يضطرها إلى خوض التجارب والمغامرات حتى لو كلفها ذلك الشيء ثمنا غاليا، المهم عندها أن تجد لكل سؤال يدور في رأسها إجابة مقنعة، غير آبهة أبدا بالطريقة التي تحصل بها على الإجابة، لأنها سئمت من البحث عنها في أعين أناس هم بالنسبة لها موضع ثقة واحترام، لكن عدم تفهم الأم لاحتياجات ابنتها وقمعها واستخدامها لتلك الأساليب القاسية التي لا تجدي نفعا كفيل بأن يلقي بالفتاة إلى حافة الهاوية.
    ولأن الأم هي الحضن الدافئ والقلب الكبير، فلا بد لها من احتواء ابنتها وإحاطتها بالحب والحنان والرعاية، وحتما لن تتمكن الأم من تأدية رسالتها على أكمل وجه، إلا إذا عرفت كيف تجمع بين الشدة واللين في معاملتها لابنتها مدركة جيدا حاجة ابنتها إلى الإحساس بالحب والأمان حتى لا تنجرف وراء الأوهام والأكاذيب الخادعة التي تكون سببا في تدميرها.
    والأم عندما تؤسس علاقة صداقة بينها وبين ابنتها، فمن الضروري أن تحفظ أسرارها وتحتضن همومها وأحلامها، معتمدة في ذلك على الصدق والصراحة، الأمر الذي سيؤهلها إلى كسب ثقة ابنتها، وحرص الأم الشديد على إعطاء الحوار الدور الأكبر، هو الذي سيجعلها تطلع على الطريقة التي تفكر بها ابنتها، وسيساعدها ذلك على التعامل معها بوعي وتريث وبأسلوب يتناسب مع تفكيرها، عندها فقط ستصنع منها شخصية مستقلة قوية قادرة على مواجهة الحياة بعقلانية وتفهم عميق لكل ما يجري حولها من تطور وتغيرات.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 26 أبريل 2024 - 16:00